عرب وعالم

09:18 صباحًا EET

جماهير غفيرة من المصريين يشاركون الاشقاء العُمانيين فى مسيرات الاحتفال بالاطمئنان على صحة السلطان قابوس

تحتفل سلطنة عُمان يوم الثلاثاء 18 نوفمبر بالعيد الوطنى الرابع والأربعين. قبل حلوله وعلى مدار أسبوعين بلغت الاحتفالات الشعبية ذروتها فى ظل حالة من البهجة تسود فى كل المحافظات وما تزال مستمرة حتى صباح اليوم ، حيث تتواصل مسيرات جماهيرية حاشدة فى مختلف ولايات السلطنة من محافظة مسندم إلى محافظة ظفار تعبيرا عن الاحتفال بالاطمئنان على صحة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان فى ظل الفرحة الغامرة التى تشارك فيها جميع فئات المجتمع بعد أن ألقى السلطان قابوس كلمة بصوته وظهر على شاشات تليفزيون سلطنة عُمان وهو يلقيها بنفسه ، مما طمأن الشعب العمانى الشقيق على سلامته وأنه فى حالة صحية جيدة .

على ضوء ذلك فإن علاقته مع المواطنين ذات أبعاد إنسانية عميقة بعد الانجازات التى تحققت منذ ان تولى مقاليد الحكم حيث يبادله الجميع محبة بمحبة . ومن جانبه يؤكد السلطان قابوس دائما ان “الإنسان العُمانى ” هو هدف التنمية وصانعها.

تشارك جماهير غفيرة من المصريين فى سلطنة عمان فى المسيرات الشعبية سواء فى العاصمة محافظة مسقط او في العديد من ولايات ومحافظات السلطنة الاخرى حيث يشاركون الاشقاء العمانين بهجتهم واحتفالاتهم ، وقد رفعوا خلال المسيرات صورا كبيرة للسلطان قابوس واعلام مصر وسلطنة عمان، تعبيرا عن العلاقات الوثيقة بين البلدين والشعبين ، و رددوا خلال المسيرات كلمات صادقة صادرة من القلب.

مبادرات تاريخية للسلطان قابوس لدعم مصر

كما أكد المصريون المشاركون فى المسيرات أن مشاركتهم تؤكد التقدير والعرفان لمواقف السلطان قابوس التاريخية تجاه مصر ،حيث تعد العلاقات المصرية -العمانية ، محور ارتكاز مهم فى ظل تطورات الأحداث الراهنة والتحديات العربية الهائلة ، ولذلك فإنها تشهد باستمرار نقلات نوعية متميزة حيث يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي والسلطان قابوس علي تفعيل التنسيق بين مواقف البلدين.

فى هذا السياق أكد المحللون السياسيون على أهمية الرسالة التى تلقاها الرئيس السيسي منذ عدة اسابيع من السلطان قابوس نظرا لتوقيتها في ظل التطورات المتعاقبة علي مختلف الأصعدة الإقليمية والعالمية وعلى ضوء المكانة الكبيرة للزعيمين العربيين ،وقد قام بنقلها يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية فى سلطنة عُمان خلال استقبال الرئيس السيسى له بقصر الاتحادية بالقاهرة.ومن جانبه أكد الرئيس السيسي خلال اللقاء على حرص مصر على تعزيز التعاون مع السلطنة .

فى اتجاه مواز تتواصل الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين فى البلدين فى ظل حفاوة بالغة وعلى أعلى المستويات . وتعبيرا عن التقدير الكبير لمصر ولمكانتها فقد استقبل السلطان قابوس ببيت البركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف خلال الزيارة التي قام بها للسلطنة في مايو من العام الماضي 2013 .وتم خلال المقابلة بحث التعاون القائم بين السلطنة ومصر في المجالات الدينية ، وقد حضر المقابلة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان و الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية، حيث أشاد الدكتور الطيب بالدعم الذي تقدمه حكومة السلطنة للأزهر الشريف من أجل تأدية رسالته كاملة كما ينبغي. وأعرب عن شكره على دعوته لزيارة السلطنة والجهود التي بذلت في سبيل تقوية العلاقة العلمية والثقافية بين البلدين.

مواقف لا تنسى

منذ عام 1970 يتعمق فى وجدان المصريين، يوما بعد يوم تقدير، لا حدود له للسلطان قابوس ولمواقفه التى لا تنسى ، وفي ظلها تجاوزت البلدان منذ سنوات بعيدة كل المراحل التقليدية في العلاقات بين الدول والشعوب علي ضوء حقائق التاريخ و معادن الرجال وصلات الدم والنسب و المصاهرة ،فلقد بدأ التواصل ما بين الأشقاء العمانيين والمصريين منذ قديم الأزل حيث تعود بداياته المبكرة الى حقب بعيدة ويؤكد المؤرخون ان التواصل الانسانى والاقتصادى بين الشعبين بدأ منذ اقدم العصور حينما تزامنت الحضارات التاريخية على ارض البلدين الشقيقين ، ثم تعمقت الوشائج التى تجمعهما بعد الفتح الإسلامي لمصر، حيث وفد إليها مع رجال عمرو بن العاص مجموعة من الأشقاء العمانيين من أبناء الأزد .

استمرارا لذلك فى العصر الحديث توضح سياسات السلطان قابوس تقديره الكبير لمكانة مصر وأدوارها المحورية المعاصرة ولإسهاماتها التاريخية ، وعقب مبادرة السلام التي قادها الرئيس الراحل أنور السـادات لم يتغير موقف السلطنة تجاه مصر ، فقد ساندها السلطان قابوس ورد بمبادرة جديدة حينما رفض – في إطارها – ودون تردد تنفيذ قرارات المقاطعة العربية.

لم يكن قراره عفو الخاطر أو وليد اللحظة أو مجرد رد فعل وجداني بسبب محبته لمصر وشعبها ، إنما كان تعبيرا عن موقف حكيم تتبناه سلطنة عمان .
إن المحور الأساسي له يعبر عن دعوة صادقة تنطق بصوت العقـل،وتطالب دائما وفي كل المناسبات والمحافل وعلى كافة الأصعدة ،بضرورة الاحترام الكامل لإرادة الشعب المصري ،وصون استقلال قراره الوطني ،وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لمصر ، والاحترام المطلق لسيادتها وحقها في تبنى أى موقف تراه مناسبا لها فى حاضرها أو مستقبلها .

لقد أكد السلطان قابوس على ذلك حينما أيد قرارها بخــوض غمار “معركة التفاوض” على “جبهة السلام” .

لم يكتف بذلك إنما قام أيضا بجهود مكثفة من أجل استئناف العلاقات بينها وبين دول الوطن العربي .وما تزال تتردد في عقولنا أصداء عبارات وردت ضمن فقرة مهمة في الكلمة التي ألقاها سنة 1984 بمناسبة العيد الوطنى الرابع عشر للسلطنة حيث قال فيها :” لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي. وهي لم تتوان يوما في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام. وأنها لجديرة بكل تقدير. وأضاف قائلا : انطلاقا من الحرص الأكيد الذي تمليه وتحتمه علينا المصلحة المشتركة، فإننا ندعو كافة إخواننا القادة العرب إلى نبذ خلافاتهم جانبا، والعمل بجد وإخلاص على تحقيق أهداف التضامن العربي التي أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وإننا نتطلع إلى نهج يعيد للعرب وحدتهم ومجدهم بين الأمم. “

على هدى من عباراته ثم ما تبعها من مستجدات حتى اليوم فإن الحقيقة المؤكدة هو ثبات السلطنة على مواقفها اﻻيجابية العادله .

التعليقات