عرب وعالم
سلطنة عُمان تستضيف الاجتماع المرتقب بين كيرى وزير خارجية أمريكا
تستضيف سلطنة عُمان الاجتماع المرتقب الذى يعقده كل من جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ،ومحمد جواد ظريف وزير خارجية الجمهورية الإيرانية ، و كاثرين اشتون المستشارة الخاصة بالمحادثات مع إيران في الاتحاد الأوروبي. يعقد الاجتماع فى مسقط الاحد المقبل التاسع من نوفمبر في إطار المفاوضات بين مجموعة ( 5 + 1) وإيران بشأن الملف النووي الإيراني .
* أعربت سلطنة عُمان في بيان أصدرته وزارة الخارجية العمانية عن الترحيب باستضافة جولة المفاوضات بين إيران والدول الكبرى ، كما أعربت عن تطلعها لأن يحقق هذا الاجتماع خطوة إضافية لإحراز تقدم في سبيل إنهاء الخلاف فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني مما يجنب المنطقة والعالم مخاطر الأزمات والصراعات .
* من جانبه أشاد الدكتور علي أكبر ولايتي رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام فى إيران بالدور الذي تمارسه السلطنة في حل القضايا والخلافات العالقة في المنطقة والعالم. وقال ولايتي :إن عُمان كانت وما زالت تمارس دورا إيجابيا حيال إيران ،وأن هذا الدور لمسناه أيضا فى التوسط بين إيران وأمريكا ،وبين إيران ودول أخرى في حل القضايا والخلافات العالقة في المنطقة والعالم.وأضاف: إن السلطنة لم ولن تقصر أبدا في إبداء أي مساعدة لإيران ونحن نرى أن مكانة سلطنة عمان هامة ومرموقة وتختلف تماما عن مكانة الدول الأخرى لدى إيران .
الجولة التاسعة للمفاوضات
من جانبه أكد عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني كبير المفاوضين الإيراني ين ان الجولة التاسعة للمفاوضات النووية ستجري في مسقط يوم الثلاثاء 11 نوفمبر الجاري، بعد الاجتماع الثلاثي بين وزيرى خارجية أمريكا وإيران ، وكاثرين اشتون يومي الأحد والاثنين المقبلين .
بدوره أكد حسین أمیر مساعد وزیر الخارجیة الإيراني للشؤون العربیة والأفريقية: أن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان قام بدور بناء في استئناف المحادثات النوویة، وقال في تصريح لصحيفة الوفاق الإيرانية : ان السلطان قابوس بنظرته الإیجابیة قام بدور إیجابی وبناء في استئناف وتعزیز مسیرة المحادثات النوویة، وان عقد هذه الجولة في مسقط لهو دلیل علی الدور الإیجابي للسلطان قابوس .
القوة الناعمة تحقق انجازات تاريخية
من جانبهم يؤكد المحللون السياسيون أن الدبلوماسية العمانية أدت دورا محوريا قاد الى انفراج أزمة العلاقات الغربية- الإيرانية والتوصل الى الاتفاق المبدئي بشأن حل قضية الملف النووى الإيرانى . فى سياق متصل شهدت سلطنة عمان قمة عمانية – إيرانية فى شهر مارس الماضى حيث عقد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان لقاء مهما مع رئيس إيران الدكتور حسن روحانى الذى قام بزيارة رسمية للسلطنة على رأس وفد رفيع المستوى وقد تتابعت أصداء الزيارة فى مختلف العواصم. لم يكن من قبيل المصادفات أن السلطان قابوس هو أول قائد عربى وزعيم عالمى إجتمع مع الدكتور روحانى بعد توليه الرئاسة، حينما قام فى العام الماضى- 2013- بزيارة لطهران، ومما يدل على التقدير المتبادل وعلى أعلى المستويات أن زيارة الرئيس روحانى للسلطنة هى أيضا الزيارة الخارجية الأولى له التى يقوم بها على المستوى الثنائى، كما أنها الأولى للدول العربية.
* على ضوء ذلك يؤكد المحللون أن السلطنة تحقق انجازات تاريخية مهمة بإستخدام القوة الناعمة للدبلوماسية العُمانية، حيث تتميز سياساتها الخارجية بالقيام بجهود مكثفة من اجل الاسهام فى إحلال السلام ونبذ العنف من خلال المشاركة الايجابية فى حل القضايا الدولية والاقليمية المهمة ، وذلك تنفيذا للرؤى التى يوجه بها السلطان قابوس .
فى نفس السياق تحذر السلطنة دائما من مخاطر الإرهاب والتطرف،ولذلك فإن سياساتها تعكس دائما مواقف واضحة وثابتة تعبر عن توجهات استراتيجيه تستهدف القيام بمبادرات ،ولا تصدر مطلقا فى صور وصيغ توصف بأنها من قبيل ردود الأفعال .
ويتوج الشعب العمانى انجازات السياسة الخارجية للسلطنة مع احتفالاته بالعيد الوطنى الرابع والاربعين يوم 18 نوفمبر الذى يمهد حلوله فى كل عام لبدء سنة جديدة من أهم مراحل التاريخ العمانى الحديث .
البيان الختامى
كان البيان الختامى عن القمة العمانية الإيرانية قد مهد لاستمرار الجهود الايجابية فقد ذكر أن المباحثات بين البلدين شملت قضايا المنطقة والعالم الإسلامي والعالم أجمع، وأكدت سلطنة عُمان وإيران على أهمية مضاعفة الجهود وبذل المزيد من المساعي لضمان استمرار الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم القائمين على أساس التعاون الجماعي. كما أكد الجانبان كذلك على أهمية مكافحة الإرهاب بشتى أشكاله وصنوفه، ودعوا إلى استمرار التعاون والتنمية في المنطقة، وإلى الالتزام بقرار الأمم المتحدة الخاص بإقامة عالم خالٍ من العنف والتطرف.
فى نفس الاطار عبرا عن ترحيبهما بالتوافقات في المباحثات التي جرت بين إيران ومجموعة دول 5+1، وأكدا على أهمية استمرار هذه المباحثات وصولًا للتوافق المنشود.
وفي ختام الزيارة وجه الدكتور روحاني الدعوة الى السلطان قابوس لزيارة إيران ، والتي حظيت بالترحيب على أن يتم تحديد موعدها عبر القنوات الدبلوماسية.