الحراك السياسي

12:51 مساءً EET

الرئيس السيسي : أمن منطقة الخليج هو خط أحمر لا ينفصل عن الأمن القومي لمصر

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن العلاقات بين مصر و دولة الكويت علاقات تاريخية وطيدة وكانت دائما نموذجا لعلاقات الاخوة ووحدة المصير بين الاشقاء العرب و ستظل علامة مضيئة للتعاون العربي منوها بأن لقاءه مع أخيه سمو أمير البلاد سادته أجواء من الاخوة الحقيقية والتفاهم والحرص المشترك على دعم العلاقات الثنائية وتطويرها.

وقال الرئيس المصري في حديث شامل لرئيس مجلس الادارة والمدير العام لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك الدعيج الابراهيم الصباح اليوم “أؤكد بوضوح أن أمن الخليج خط أحمر لا ينفصل عن الامن القومي المصري” موضحا أن ارتباط مصر بمحيطها الخليجي ارتباط قوي ووثيق وأن التعاون بينهما يمثل أرضية مناسبة لدعم العمل العربي المشترك.

وشدد على أهمية تكاتف الدول العربية وترابطها في المرحلة الفارقة والعمل على إعادة بناء الدول العربية المتضررة والحيلولة دون إضعاف دول عربية اخرى.

وأشار الى أن هناك تدخلات خارجية استغلت الثورات العربية ومولت قوى الارهاب والتطرف في ليبيا وسوريا مؤكدا أن استفحال خطر المجموعات التكفيرية في سوريا والعراق وسعيها الى التوسع سيقرب وجهات النظر العربية تجاه تسوية الازمة السورية.

وأضاف أن بلاده بدأت تتعافى وتستعيد مكانتها الاقليمية والدولية رغم ظروفها الاقتصادية ومحاولات عرقلة دورها مشيرا الى اتخاذ العديد من الاجراءات التي تجذب الاستثمارات الخارجية.

وأكد الرئيس السيسي أهمية تصويب الخطاب الديني وتخليصه من أية شوائب تجافي صحيح الدين الاسلامي مشددا على ضرورة مشاركة الاعلام في المسئولية وتحمل أعباء الوطن لان التحديات جسيمة.

وإليكم نص الحديث الحديث الشامل للرئيس السيسي مع رئيس مجلس الادارة والمدير العام لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك الدعيج الابراهيم الصباح: –

كيف تقيمون فخامتكم العلاقات المصرية الكويتية وما هي رؤيتكم نحو تعزيزها في المستقبل القريب ؟ وكيف كان لقاؤكم مع أخيكم حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه خلال حفل تنصيبكم في القاهرة ؟

“إن العلاقات الأخوية والتاريخية بين مصر والكويت هي علاقات عريقة ووطيدة واستثنائية حيث قدمت هذه العلاقات الثنائية دائما نموذجا لعلاقات الأخوة ووحدة المصير بين الأشقاء العرب اختلطت خلالها دماء الشهداء من مصر والكويت وستبقى العلاقات المصرية – الكويتية علامة مضيئة للتعاون والتنسيق بين الأقطار العربية وسنعمل معا لتعزيزها وتدعيمها حفاظا على مصالحنا المشتركة.

لقد ساد لقائي مع أخي سمو أمير دولة الكويت مناخ من الأخوة الحقيقية والتفاهم والحرص المشترك على دعم العلاقات الثنائية مع دولة الكويت الشقيقة ودائما ما تسود اللقاءات المصرية – الكويتية الأجواء الودية والحرص على تطوير العلاقات بين البلدين وبشكل خاص في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية حيث تحتل الكويت المرتبة الخامسة ضمن قائمة الدول الأجنبية المستثمرة في مصر والثالثة عربيا وسنعمل معا على دعم هذه الاستثمارات وتنميتها وتذليل أي عقبات تواجهها بما يحقق المصالح المصرية والكويتية.

كما أود اغتنام هذه المناسبة لتجديد الإعراب عن تقدير الشعب والحكومة المصرية للدعم السياسي والاقتصادي الكويتي لمصر منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن وهو ما يؤكد على إيمان الجانبين بوحدة المصير المشترك”.

–    هل هناك نية لدى فخامتكم لزيارة بلدكم الثاني الكويت ؟

“دائما ما تكون النية منعقدة لزيارة الدول العربية الشقيقة وأتطلع إلى زيارة الكويت للالتقاء بسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والتباحث بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي وتعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين”.

–    شهدت الساحة المصرية خلال الأشهر الماضية استقرارا ملحوظا لكن هناك بعض المظاهرات والأعمال التي تعكر صفو المجتمع إلى متى تستمر هذه الأعمال ؟

“هذه المظاهرات لا تمثل الغالبية العظمى من المصريين ولكنها تمثل فئة قليلة للغاية تحاول الخروج عن النظام وتأليب الرأي العام ولكن أؤكد لك أن الشعب المصري واع لمثل هذه المحاولات ولن يستجيب لها ..وأود أن أطمئنك وأطمئن الشعب المصري وكافة الشعوب العربية المحبة للسلام والاستقرار..بأن الحكومة المصرية وبمساندة الشعب المصري تنتهج سياسة (النفس الطويل) وسنظل صامدين..شعبا وجيشا..يدا واحدة ..تذود عن الوطن وتحمي أرضه..وبإذن الله عن قريب سنستأصل جذور الإرهاب وسننعم بكامل الاستقرار والهدوء في مصر وستظل وطن الأمان وسيبقى أهلها في رباط إلى يوم القيامة”.

–    ما هي رؤية فخامتكم لمكافحة ظاهرة الارهاب التي تتعرض لها مصر والعديد من الدول العربية وإلى أين وصلت الحملة التي بدأتها قوات الأمن المصرية لمكافحة هذه الظاهرة في سيناء ؟

“إن الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب رؤية شاملة تؤكد على أهمية البعد التنموي بشقيه الاقتصادي والاجتماعي إلى جانب الجهود الأمنية والمواجهة العسكرية بغية القضاء على الأسباب الأساسية التي تمثل بيئة خصبة لاستقطاب بعض العناصر المحبطة ولاسيما من الشباب..وتبرز هنا أهمية تصويب الخطاب الديني وذلك لتصحيح صورة الإسلام وعرض حقائقه بسماحتها واعتدالها.. تلك مسئولية سنسأل عنها أمام الله سبحانه وتعالى.

وتتواكب مع ذلك أهمية الخطاب الإعلامي..فنحن في العالم العربي بحاجة إلى خطاب إعلامي واع ومسئول يساهم في توفير حالة اصطفاف وطني وراء هدف واحد..وهو الحفاظ على الدولة الوطنية والعمل على دعمها وتقويتها والحيلولة دون سقوطها أو تفتيتها.

أما بالنسبة لجهود مكافحة الإرهاب في سيناء..فهي تجري على قدم وساق حيث تم إغلاق معظم الأنفاق ويتم تنفيذ عمليات لتمشيط سيناء بشكل دوري وما نشهده من عمليات إرهابية غادرة ومنها العملية الأخيرة التي استهدفت نقطة تفتيش (كرم القواديس) فإنما تتم بمساعدات خارجية ولكن الدولة المصرية اتخذت إجراءات سريعة ومن بينها فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال وحماية المنشآت العامة والحيوية بمشاركة القوات المسلحة إلى جانب رجال الشرطة وجار تنفيذ عمليات عسكرية في سيناء لملاحقة العناصر الإرهابية وتم بالفعل القضاء على عدد من العناصر المتورطة في تنفيذ العملية الأخيرة في شمال سيناء”.

–    تواجه فخامتكم مسئوليات كبيرة وتحديات أكبر داخلية وخارجية..هل يمكن التعرف على رؤيتكم تجاه الملفات التالية: أولا: الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها مصر منذ 25 يناير 2011 في ضوء تطلعات شعبية كبيرة وخطط تنموية طموحة ؟.

“حقا لقد تراكمت مشكلات اقتصادية على مدار عقود طويلة وترافقت معها زيادة سكانية متنامية بمعدلات مرتفعة ولكن هذه المشكلات لن تثنينا عن مواصلة خطط التنمية الشاملة في مصر ولذلك فلقد توجهنا في مصر نحو المشروعات الاقتصادية العملاقة التي من شأنها إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد المصري ويأتي في مقدمتها مشروع حفر قناة السويس الجديدة وتنمية محورها والعمل فيه – بفضل الله – يجري على قدم وساق طامحين أن ننجز مشروع القناة الجديدة في عام واحد بدلا من الفترة التي توقعها الخبراء والتي تراوحت فيما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام فنحن في سباق مع الزمن وبالتوازي مع هذا المشروع فقد أعطيت إشارة البدء في إنشاء مركز لوجيستي عالمي لتخزين وتداول وتجارة الحبوب والغلال في ميناء دمياط ويعد الأول في سلسة من مشروعات مماثلة سيتم تنفيذها..وعلى صعيد التنمية الزراعية نستهدف استصلاح مليون فدان كمرحلة أولى من خطة التنمية الزراعية التي تستهدف استصلاح أربعة ملايين فدان..إننا نتحرك في اتجاهات متعددة معولين على عناية الله..وإرادة الشعب المصري ونتوقع المزيد من الدعم والتعاون من جانب أشقائنا سواء من خلال المساهمات المالية أو الاستثمارات المباشرة أو القروض الميسرة”.

–    ثانيا: عودة الاستثمارات العربية والأجنبية كما كانت عليه في السابق والحاجة إلى جهد كبير من خلال سن تشريعات وقوانين وإجراءات جاذبة للاستثمار ومعالجة المشاكل التى تعرض لها بعض المستثمرين بعد أحداث 25 يناير ؟.

“إن التشريعات الاستثمارية المصرية كانت في حاجة ماسة إلى التعديل للتيسير على المستثمرين والمساهمة في جذب المزيد من الاستثمارات ومن ثم فإن الدولة عاكفة على صياغة حزمة جديدة من القوانين في هذا الصدد وفي مقدمتها قانون الاستثمار الموحد وما يتصل به من قوانين العمل والضرائب وغيرها ولقد وجهت لجنة الإصلاح التشريعي في آخر اجتماع مع أعضائها بضرورة إيلاء القوانين الاقتصادية وفي مقدمتها قانون الاستثمار أولوية خاصة ومتقدمة كما أننا نتوجه الى تطبيق نموذج (الشباك الواحد) لاختصار الإجراءات وتوفير الوقت والجهد على المستثمرين..وفي هذا الصدد نرحب بالأشقاء من دولة الكويت للاستثمار في مصر في شتى المجالات كما نتطلع إلى حضور فاعل لدولة الكويت ومؤسساتها التمويلية مثل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في المؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مصر في فبراير المقبل”.

مشروع قناة السويس الجديدة (هدية مصر إلى العالم) كان حدثا عظيما وانطلاقة نحو مرحلة اقتصادية جديدة وواعدة متى سيجنى الشعب المصري ثماره وماذا ستضيف القناة لمشروع محور تنمية قناة السويس الذي تعولون عليه كثيرا ؟

“نعم هو بحق (هدية مصر إلى العالم) حيث أن حفر القناة الجديدة سيؤدي إلى سهولة الحركة الملاحية في القناة لقوافل السفن القادمة من شمال وجنوب القناة وسيخفض ساعات الانتظار بشكل كبير وهو الأمر الذي من شأنه اختصار وقت ملاحة السفن وإيصال البضائع فقناة السويس بمجراها الملاحي الحالي تستوعب 49 سفينة يوميا وبعد تشغيل القناة الجديدة سيتضاعف حجم استيعابها ليصل إلى حوالي 98 سفينة يوميا.

وكما أشرت من قبل فإنه من المقرر أن يتم الانتهاء من حفر القناة الجديدة خلال عام واحد بإذن الله ومن ثم فإن إيرادات القناة ستزداد بواقع 7ر4 مليار دولار تضاف إلى خمسة مليارات دولار هي الإيرادات المقدرة للقناة عن عام 2014 إلا أن هذه الزيادة مرشحة للارتفاع حال اكتمال مشروع تنمية محور قناة السويس الجديدة وما سيتضمنه من مشروعات صناعية وخدمية في منطقة القناة مثل إنشاء مصانع لتصنيع السفن والناقلات البحرية وورش لإصلاحها فضلا عن خدمات الشحن والتفريغ والاتجاه نحو إنشاء مدينة عالمية للسياحة والتسوق في خليج السويس وذلك بالإضافة إلى توفير فرص العمل ولا سيما للشباب وتنمية محافظات القناة وكذا سيناء التي سيزداد ارتباطها اقتصاديا واجتماعيا بالعمق المصري.. وبالتالي فإن إقامة هذا المشروع سوف يجعل من قناة السويس المعبر الملاحي الأهم لحركة التجارة العالمية وسيساهم في اجتذاب المستثمرين من كافة دول العالم لاستثمار أموالهم في المشروعات التي سيتم تنفيذها في إطار تنمية محور قناة السويس”.

–    البعض يتحمس لمشروع الظهير الصحراوي الذي طرحه العالم الكبير الدكتور فاروق الباز بينما يعارضه خبراء آخرون…ما هي الحقيقة برأيكم وما هي تصورات فخامتكم لتمويل مشروعين كبيرين بهذا الحجم…محور قناة السويس والظهير الصحراوي ؟

“في سبيلنا إلى إقامة دولة مؤسسية فإننا نعمل على وضع استراتيجيات مستقبلية قد لا يرتبط تنفيذها بالضرورة بنظام بعينه أي أننا نخطط لمستقبل الدولة ذاتها ومشروع الظهير الصحراوي أو (ممر التنمية) الذي طرحه العالم الجليل الدكتور فاروق الباز يعد أحد المشروعات الاستراتيجية التي تهتم بمستقبل الوطن وتوفر توسعا جغرافيا وتمددا للوادي الضيق بما يستوعب النمو السكاني الطبيعي المتزايد في مصر ومن ثم فإننا لن نقوم بتنفيذ هذا المشروع دفعة واحدة ولكننا نبدأ تدريجيا ـ بالترابط مع مشروع استصلاح المليون فدان وكذا المشروع القومي للطرق في مصر ـ ببناء مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة الخدمات والمرافق وكلما انتهينا من مرحلة نبدأ بعدها في الأخرى وهكذا.

أما فيما يتعلق بمسألة تمويل المشروعات الكبرى فإن مرحلة البناء المقبلة وما ستشهده من مشروعات ضخمة تتطلب توفير التمويل على كافة المستويات ابتداء من تعبئة مواردنا الوطنية وتعظيم الاستفادة من مساهمات المصريين سواء بالداخل أو بالخارج على غرار ما حدث في تمويل مشروع حفر قناة السويس الجديدة حيث تمكن المصريون من جمع 64 مليار جنيه في ثمانية أيام فقط وذلك جنبا إلى جنب مع الاتصالات الجارية مع بعض الدول الصديقة وشركاء التنمية للمساهمة في تنفيذ المشروعات الوطنية سواء من خلال المنح والمساعدات أو القروض الميسرة من مؤسسات التمويل العربية والإسلامية.

وأود في هذا الصدد أن أنوه إلى القروض التي يتم الحصول عليها من المؤسسات المالية الدولية ومنها على سبيل المثال المفاوضات الجارية مع البنك الدولي للمساهمة في تمويل مشروع استصلاح المليون فدان حيث أنها تزيد الثقة في الاقتصاد المصري وتؤكد على قدرته على الوفاء ببعض المعايير الاقتصادية التي تحددها هذه المؤسسات مما يصب في صالح بيئة الأعمال في مصر وجذب الاستثمارات الأجنبية وكذا رفع التصنيف الائتماني لمصر وهو ما حدث مؤخرا بالفعل حيث رفعت مؤسسة (موديز) تصنيف حالة الاقتصاد المصري من (سلبي) إلى (مستقر)”.

–    يلعب الإعلام دورا كبيرا في توجيه الرأي العام وفي نهضة الدول..كيف تنظرون إلى إمكانية الاستفادة من هذا الدور فى المرحلة المقبلة وما تقييم فخامتكم للاعلام المصري ؟

“يسيء الكثيرون فهم هذه المعادلة ويريدون الانتقال بالحديث عن دور الإعلام إلى (الإعلام الموجه) الواقع تحت تأثير وسيطرة الدولة..وهي وجهة نظر غير صحيحة..ففي العصر الحالي الذي انتشرت فيه وسائل الاتصال والإعلام الحديثة أضحى الاعلام أكثر انتشارا وأسرع تأثيرا عما عداه من وسائل بل أضحى كذلك وسيلة أساسية وسهلة لاستقاء المعلومات السياسية والاقتصادية بل وحتى الدينية ومن ثم فإن المسئولية الملقاة على عاتق القائمين عليه قد تضاعفت ولا يمكن توجيهه لخدمة مصالح ضيقة.

وفي ظروف كالتي تمر بها مصر والمنطقة الآن..هل من المناسب التركيز على قضايا فرعية أو إثارة الرأي العام وإحداث نوع من البلبلة في الوقت الذي تحتاج فيه مصر إلى تحقيق الاصطفاف الوطني فالمخاطر التي نمر بها جميعا في الوقت الراهن تتعلق (بصراع وجود) الدول ذاتها وليس مجرد مشكلات بسيطة نبحث عن حلول لها.

تقديري أن العديد من وسائل الاعلام المصرية باتت أكثر تفهما وتقديرا للمسئولية الملقاة على عاتقها وأضحت أكثر قدرة على التعاطي الإيجابي معها وآمل أن ينمو هذا التفهم والادراك..وأود في هذا الصدد أن أؤكد على محور آخر في غاية الأهمية والخطورة وهو أننا نهتم في مصر أيضا بالتعليم ونعول عليه وليس فقط الاعلام وبكافة عناصر العملية التعليمية وفي القلب منها المناهج الدراسية التي يتعين أن يتم تحديثها وتنقيتها من أية شوائب قد يساء فهمها وتستغل لغير مرادها في نشر قيم متطرفة أو معادية للتعايش السلمي وقبول الآخر إلا أن النهوض بقطاع التعليم وتطويره يعد عملية طويلة الأجل وتؤتي ثمارها على المدى الطويل وذلك خلافا للاعلام الذي يستطيع توصيل رسائل مباشرة وسريعة النتائج”.

–    حققتم فخامتكم نجاحات سياسية كبيرة منذ توليكم منصب الرئاسة في يوليو الماضي وأهمها وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وزيارتكم الناجحة للأمم المتحدة والتقيتم بعدد كبير من زعماء العالم.. هل يمكن القول إن مصر عادت بكامل قوتها إلى العالم أم أن هناك رواسب مع بعض الدول..خاصة الدول الغربية ؟

“إن مصر تتعافى وتستعيد مكانتها الإقليمية الرائدة ودورها الفاعل وعلى الرغم مما تمر به من ظروف اقتصادية وأمنية ترتبط بمكافحة الإرهاب فإنها تواصل الحركة بدأب ونشاط على كافة الأصعدة والمحاور داخليا وإقليما ودوليا واستطاعت بفضل من الله أن تتوصل لوقف لإطلاق النار في غزة حقنا لدماء أبناء الشعب الفلسطيني ونجحت في إقرار الهدنة وذلك على الرغم من بعض المحاولات لعرقلة دورها في هذا الصدد ..وفي كل يوم تكسب أرضية جديدة..وتسجل نجاحا تلو الآخر.

أما بالنسبة للدول الغربية فإن مواقفها قد شهدت تطورا إيجابيا مقارنة بما كانت عليه عقب 30 يونيو وذلك بعد أن اتضحت الصورة أكثر فأكثر..وأدركت حقيقة ما شهدته مصر من تغيرات تعكس الإرادة الحرة للشعب المصري ولقد تجلى ذلك في عدد من الإجراءات التي اتخذتها تلك الدول ومن بينها رفع حظر السفر إلى المقاصد السياحية المصرية واستئناف مختلف أوجه التعاون بينها وبين مصر فضلا عن الزيارات المتبادلة واللقاءات بين مصر وهذه الدول سواء على مستوى القمة أو على المستوى الوزاري”.

لماذا حرصتم على زيارة روسيا مرتين قبل وبعد تسلمكم مهام الرئاسة..وما النتائج المرتقبة لهاتين الزيارتين على المستويين المصري والعربي ؟

“لقد حرصت منذ توليَّ منصبي وفي خطاب تكليفي للحكومة على أن تصاغ السياسة الخارجية المصرية وأن تقيم مصر علاقاتها الخارجية على أسس من الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول وأن تكون العلاقات المصرية مع مختلف دول العالم علاقات ديمقراطية..متنوعة ومتوازنة.

إن روسيا قوة دولية مهمة تجمعها بمصر علاقات تاريخية نعتز بها ونحرص على تنميتها وتطويرها في كافة المجالات..ومن هنا جاء الاهتمام بإجراء هاتين الزيارتين..ولكل منهما ظروفها المختلفة فالزيارة الأولى تمت في إطار صيغة (2+2) وهي صيغة تتبعها موسكو مع عدد قليل من الدول وتتمثل في عقد مباحثات مشتركة بين وزيري الدفاع والخارجية في البلدين أما زيارتي الثانية فكانت على المستوى الرئاسي لتدعيم العلاقات ومنحها الزخم السياسي اللازم لدفعها وتقدمها.

ولقد أثمرت الزيارتان عن العديد من النتائج المهمة على الصعيد الثنائي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتي تتابع الوزارات المصرية المعنية نتائجها بما يصب في صالح العلاقات المصرية – الروسية ومن ثم العلاقات الروسية – العربية فكل تقدم تحرزه مصر على أي صعيد يصب في صالح ميزان القوى العربية بشكل عام”.

– هل تشعرون فخامتكم بالتفاؤل تجاه أزمة سد النهضة بعد مباحثاتكم مع رئيس الوزراء الاثيوبي وانعقاد اللجنة الثلاثية بالقاهرة وزيارة الرئيس السوداني للعاصمة المصرية مؤخرا ؟

“إن التفاؤل مطلوب دائما لتسوية أية مشكلات أو موضوعات خلافية لاسيما إذا كانت بين الدول الشقيقة والصديقة ومما لا شك فيه أن هذا الشعور بالتفاؤل يغذيه صدق النوايا والرغبة في العمل المشترك وهو ما تم الاتفاق عليه مع رئيس الوزراء الاثيوبي هيلاماريام ديسالين أثناء القمة الإفريقية التي عقدت في مالابو في أواخر يونيو 2014 حيث صدر إعلان مشترك عن البلدين (مصر واثيوبيا) مثل نواة لما نشهده الآن من اجتماعات ثلاثية بمشاركة السودان نأمل أن تسفر عن نتائج إيجابية بما يساهم في تحقيق المكاسب المشتركة لكافة الأطراف أخذا في الاعتبار أن اهتمام مصر بالمصالح التنموية للشعوب الافريقية لا يمكن أن يغفل الحقوق المائية للشعب المصري.

وأود في هذا الصدد أن أؤكد أننا في مصر في حاجة ماسة إلى زيادة إيراداتنا المائية لمواجهة النمو السكاني والاحتياجات المتسارعة للاقتصاد المصري ومن ثم فإنه يتعين العمل المشترك لتعظيم الاستفادة من نهر النيل واستقطاب الفواقد المائية”.

–    يتخوف البعض من عودة أعضاء وأنصار جماعة الاخوان المسلمين إلى مجلس النواب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة بطرق ملتوية رغم إدراجها في قوائم الجماعات الإرهابية..كيف ستتعامل الحكومة مع هذه القضية ؟

“بداية أود أن أنوه إلى درجة الوعي وحجم الاستفادة التي اكتسبها الشعب المصري من تجربة السنوات الثلاث الماضية والذي أضحى قادرا على تمييز الغث من الثمين..وأنتهز الفرصة لأوجه الدعوة لكافة أبناء الشعب المصري للتدقيق وحسن الاختيار أخذا في الاعتبار الأعباء الملقاة على عاتق البرلمان المقبل في شقي الرقابة والتشريع فضلا عن الصلاحيات الموسعة التي يتمتع بها البرلمان في ضوء مواد الدستور الجديد..ودعني أوجه الدعوة أيضا للأحزاب السياسية المصرية للدفع بالشباب إلى الصفوف الأمامية لإعداد الصف الثاني من الكوادر السياسية وضخ دماء جديدة في شرايين مجلس النواب المقبل”.

–    الربيع العربي الذى شهدته بعض الدول العربية جنح في مسارات مغايرة والبعض يرى فيه ثورات لشعوب تتطلع إلى حياة أفضل والبعض الآخر يراها مؤامرات أجنبية لضرب الاستقرار وإشاعة الفوضى فى المنطقة ..ما هى حقيقة الأمر وما هى رؤية فخامتكم للأوضاع في الدول التالية…العراق واليمن وليبيا ؟

“هناك ملابسات كثيرة في هذا الموضوع وأمور يتعين توضيحها ومن الظلم أن يتم اختزال ثورات شعبية حقيقية أو تصويرها على أنها قامت بفعل مؤامرات خارجية وداخلية..المؤكد أن الشعوب تثور لشعورها بالظلم الاجتماعي والتردي الاقتصادي ولتراجع عام تلمسه في أداء السلطات الحاكمة لكن هناك عدة قوى كانت تتحين لحظة التغيير التي تتسم بكثير من السيولة لتنقض على تلك الثورات وتنسبها إلى ذاتها علما بأنها ثورة شعبية نابعة من إرادة الشعب الذي أراد الانتقال إلى الأفضل والتمتع بحرية سياسية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية..ولكن القوى التي انقضت على الثورة فشلت في تحقيق ذلك وسرعان ما انكشف وجهها الحقيقي ورغبتها في الاستيلاء على السلطة..لقد استخدمت الديمقراطية فقط كوسيلة للوصول إلى الحكم عبر الانتخابات..ثم تخلت عنها تماما بعد ذلك..كان هذا هو ما حدث في مصر..أما في دول أخرى فقد كانت بنية الدولة ذاتها أضعف من أن تتحمل صعوبة هذه التجربة..يضاف إلى ذلك تدخلات خارجية من بعض الأطراف التي وظفت ومولت قوى الإرهاب والتطرف..فحدث ما نشهده الآن في كل من سوريا وليبيا.

وبالنسبة للعراق فما نشهده جاء كنتيجة طبيعية للظروف الصعبة التي مر بها خلال السنوات الماضية وعزز من تدهور الأوضاع هناك الأوضاع الإقليمية الصعبة التي تمر بها المنطقة فلقد اتجهت الأمور إلى تدمير بنية الدولة العراقية واستهداف الجيش العراقي إلى أن وصلت إلى درجة الهشاشة وبدأ بعد ذلك تفريخ هذه البؤر الإرهابية التي تستهدف تدمير المنطقة بأسرها.

أما اليمن فما حدث كان سلسلة من الأخطاء..سواء في الحسابات أو التقدير لطبيعة الأحداث والتطورات التي تقع في المنطقة ومنها ما حدث في سوريا على وجه التحديد..ولكنني أعول على أن معظم أبناء الشعب اليمني لم ولن يقبل بتغيير هويته الثقافية مهما كانت الضغوط شديدة والتدخلات الخارجية قوية لدعم الجماعة التي تتحرك الآن لتفرض واقعا جديدا على اليمن لا يناسبه.

وفيما يخص ليبيا فلقد أشرت من قبل إلى أن عملية الناتو غير المكتملة في ليبيا وترك البلاد دون جيش وشرطة وطنية يحميانها أسفرت عن هذا الوضع أخذا في الاعتبار النزعة القبلية السائدة هناك فضلا عن التدخلات الخارجية وقيام بعض الأطراف بتأجيج الصراع عبر الامداد بالمال والسلاح”.

–    لماذا تباينت مواقف الدول العربية تجاه الأزمة السورية ؟ وكيف يمكن وقف هذه المأساة التي تتعرض لها سوريا وشعبها الشقيق ؟ وما هي حقيقة تنظيم (داعش) الإرهابي ؟

“اسمح لي بداية أن أعبر عن تعاطف مصر ومساندتها للشعب السوري الشقيق في مواجهة المأساة الإنسانية التي يشهدها منذ ثلاث سنوات والتي تعمقت منذ شهور بظهور تلك التنظيمات الإرهابية والتكفيرية كداعش وغيرها..واعتقد أن المواقف المبدئية للعديد من الدول العربية إزاء أزمة سوريا متفقة إلى حد كبير وتتعلق بضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية للدولة السورية وحمايتها من التفتت والحفاظ على وحدة شعبها وصون مقدراته..هذا هو الهدف والغاية..وطالما كانت الغاية واحدة فإنه يمكن الاتفاق بشأن وسيلة تحقيقها وأعتقد أن تمدد المجموعات التكفيرية واستفحال خطرها وسعيها للتوسع في كل من سوريا والعراق كفيل بأن يقرب وجهات النظر إزاء الوسائل التي يتعين اعتمادها لتسوية هذه الأزمة والتي من الأفضل أن تكون وسائل سياسية عبر الحوار”.

الكثيرون في العالم العربي يتطلعون إلى بارقة أمل لاحت في الأفق بعد ثورة 30 يونيو وهي التعاون الواضح بين مصر وبعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية..هل هناك تصور لتعزيز هذا التعاون بالمستوى الذي ينشده المواطن العربي ؟ وهل يمكن ترجمة هذه العلاقات المتميزة إلى تعاون عربي متكامل في المستقبل ؟ “بالتأكيد..إن مصر تنظر بكل تقدير وإعزاز للمواقف المشرفة والمساندة من أغلب دول مجلس التعاون الخليجي ومن بينها دولة الكويت مع ثورة الشعب المصري في 30 يونيو.. فلم يتوان الأخوة في الخليج للحظة واحدة عن تأييد تطلعات الشعب المصري نحو الاستقرار والتنمية ونبذ من حاولوا تغيير هويته الثقافية والاجتماعية..وبالتالي فإن ارتباط مصر بمحيطها الخليجي هو ارتباط قوي وثيق.

كما تعمل مصر أيضا على دعم التواصل مع الأشقاء في الخليج عبر التشاور والتنسيق..وأعتقد أن هذا التعاون المصري – الخليجي يمثل الأرضية المناسبة التي يمكن البناء عليها من أجل دعم العمل العربي المشترك..وبالتأكيد عندما تسمح الظروف بقيام تعاون عربي أشمل لن تتردد مصر بل ستكون من أوائل المبادرين لطرح رؤى تزيد من أواصر التعاون البناء الذي يجمع مختلف الشعوب العربية في البناء والتنمية”.

–    آلاف العلماء العرب وخاصة المصريون يحققون نجاحات عظيمة فى العديد من دول العالم..وكثيرا ما سمعنا عن محاولات للاستفادة من خبراتهم لكن هذه المحاولات لم تثمر أكثر من مؤتمرات..كيف تنظرون فخامتكم إلى دور العلماء المصريين فى إحداث تقدم علمي خاصة أنكم التقيتم بالكثير منهم وشكلتم مجلسا استشاريا لهم؟

“بدون العلم والعلماء لن تنهض الأمم..إنني مؤمن تماما بدور العلم والبحث العلمي وكذا تفعيل ما يتم التوصل إليه من أفكار على أرض الواقع..بالتأكيد هناك في مصر كما في مختلف الدول العربية ذخيرة من العلماء الذين بإمكانهم تقديم العون لأوطانهم.

لقد حرصت مرارا على الالتقاء بالعديد من علماء مصر وشكلت مجلسا استشاريا منهم..كما طالبتهم وأطالبهم دائما بطرح ما لديهم من فكر نافع تحتاجه مصر في هذه المرحلة الدقيقة التي تسعى فيها إلى البدء في طريق الانطلاق ونأمل مستقبلا في تقريب المسافة ما بين الفكر النظري والتطبيق على الواقع العملي في بلدنا”.

–    (مسافة السكة).. هذا رد فخامتكم على سؤال حول موقف مصر إذا تعرض أمن إحدى الدول العربية للخطر وقد أحدثت هذه الكلمات الموجزة والسريعة طمأنينة كبيرة فى نفوس الشعوب العربية..هل هناك رؤية لحماية الأمن العربى وكيف تنظرون إلى أمن منطقة الخليج العربي ؟

 “على الرغم من أننا نحارب معركتنا الداخلية ضد إرهاب غاشم عنيف متعدد الأوجه إلا أننا لا ننسى البعد الإقليمي..نحن نجري مشاورات شبه يومية مع العديد من الزعماء العرب ولدينا أيضا نفس الزخم من الاتصالات مع العالم الخارجي..نسعى إلى تجنيب المنطقة المزيد من التصعيد والقلاقل نريد أن تستقر الأوضاع في المنطقة العربية وأن تحافظ كل دولة على قوامها الجغرافي والسكاني حتى تستطيع النهوض من جديد.

وأؤكد بوضوح أن أمن منطقة الخليج هو خط أحمر لا ينفصل عن الأمن القومي لمصر، وأن ما يصيب مواطن كويتي أو سعودي علي سبيل المثال إنما يتألم له أخوه المصري وينتفض من أجل مساندته ودفع أي خطر عنه”.

–    كيف تنظرون فخامتكم إلى مستقبل العلاقات العربية مع إيران ؟

“إن أي علاقة بين طرفين لا يمكن أن تصاغ أو أن يتم تطويرها في اتجاه ما من جانب واحد ويتعين أن تتوافر لهذه العلاقة مجموعة من العوامل التي تمنحها القدرة على النمو والاستمرار والازدهار ويأتي في مقدمتها توافر الارادة السياسية..وعن الجانب العربي سأتحدث.. هل تحتل أي من الدول العربية أراض إيرانية ؟ هل تستخدم الدول العربية الاختلاف المذهبي وأقول (الاختلاف) وليس (الخلاف)..أداة للتدخل في شئون دول أخرى..لدينا في مصر يقوم الأزهر الشريف بتدريس المذهب الجعفري..إلى جانب مذاهب أهل السنة والجماعة..هذا هو مفهومنا عن الاختلاف..تعايش وتعارف..هل تستقوي أي دولة عربية ولنأخذ مصر مثالا بإمكانياتها العسكرية على جيرانها؟ أعتقد أن إجابات هذه الأسئلة وهي بديهية كفيلة بالرد على سؤالك..وفي كل الأحوال يستطيع الطرف الآخر أن يبرهن على حسن النوايا ويعلم جيدا ما الذي عليه اتخاذه إذا أراد تطوير هذه العلاقات”.

–    هل تعتقدون فخامتكم أن القضية الفلسطينية تأثرت سلبا بثورات الربيع العربي ؟ وكيف واجهتم تحدى العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة ؟

“بداية أود أن أؤكد على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المحورية وستظل محتفظة بمكانتها التقليدية في صدارة السياسة الخارجية المصرية ومن ثم فإن ما تجابهه مصر من ظروف داخلية وما تواجهه من أوضاع إقليمية لم يثنها عن حقن دماء الأشقاء في فلسطين وبالتالي فإن مكانة القضية ذاتها لم تتغير أما بالنسبة لظروف المنطقة فقد منحت بعض الأطراف الخارجية والداخلية قدرة على التأثير في المعادلة الفلسطينية..وتسبب ذلك في اعتداءات إسرائيلية على قطاع غزة وآخرها ما حدث في الصيف الماضي وهو ما بذلت خلاله مصر جهدا كبيرا لاحتواء الموقف عبر طرح مبادرة رفضت في البداية من قبل أطراف فلسطينية واحتضنت مصر بعد ذلك جهود تقريب المواقف والتي أسفرت عن وقف العمليات العسكرية التي تعرض خلالها الشعب الفلسطيني الشقيق لمحنة إنسانية قاسية واستكملت مصر جهودها بتنظيم مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي كلل بالنجاح وتم توفير 4ر5 مليار دولار لصالح جهود إعادة الإعمار.

إن مصر تنطلق في ذلك من واقع مسئوليتها في الحد من إراقة كل نقطة دم عربية..وهي ترى أن الشعب الفلسطيني وقع عليه ظلم جسيم يجب أن ينتهي وأن يحيا كسائر شعوب الأرض مستقلا مستقرا آمنا مطمئنا داخل حدود دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية..إنني أناشد كل الأطراف لاسيما الشعب الإسرائيلي للتفاعل الايجابي مع بنود المبادرة العربية فما يمكن إنجازه اليوم أفضل بكثير مما يمكن إصلاحه بالغد”.

–    المواطن العربي في كل مكان يشعر بالقلق من مستقبل مجهول فى ضوء تحديات داخلية وخارجية ضخمة ومخيفة فى بعض الأحيان..ما هي رسالة فخامتكم للعالم العربي ؟

“على الرغم من كل المخاطر المحيطة بمنطقتنا العربية وبشعوبنا وكذا انتشار العنف في بعض أنحاء الوطن العربي وتقطع أوصال الوطن الواحد وإمكان الانحدار نحو المجهول..إلا أنني أقولها بصراحة ووضوح أنه لا بد لنا جميعا من أن نقرأ ونستلهم العبر من ماضينا وحاضرنا كي نصنع مستقبلنا بيدنا لا بيد غيرنا..لا بد أن نعي أن مصدر قوتنا هو اتحادنا في الرأي والقول والعمل وما نراه بالفعل في العديد من البلدان العربية التي تتعرض لخطر داهم يفرض علينا كشعوب عربية أن نقف صفا واحدا من أجل تحقيق الانتصار في صراع الوجود الذي نخوضه”.

التعليقات