كتاب 11
ذات الصوارى
مصر تتحرك باتجاه الاستعداد الفعلى عسكريا عن طريق التحديث و التدريب لما هو قادم طبقا للواقع الفعلى على الأرض داخليا و اقليميا و دوليا .
نحن اليوم بصدد قراءة جديدة و المناورة بـدر 2014 بمشاركة كل القوات و كافة الأسلحة داخل القوات المسلحة بالذخيرة الحية خير دليل على هذا .
كما قامت القوات البحرية المصرية بتدريب عملى بكامل الأسلحة يطلق عليه ذات الصوارى كما تم الاحتفال با نضمام عدد من القطع البحرية الجديدة الى البحرية المصرية وفى وقت هذه المناورة البحرية بدات حملة ممنهجة فى الاعلام الغربى و بدون مقدمات أن البحرية المصرية هى أضعف قطاعات الجيش المصرى و هذا طبعا كذبا و بهتانا كالمعتاد و يدخل ضمن مخططات التشكيك و افقاد الثقة للمصريين فى قدرة قواتهم البحرية .. و للأسف الشديد العديد من المتابعين و المفترض أنهم على قدر كبير من الثقافة و الفكر لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث لأنه بكل أسى و اسف أصحبت الغالبية لاتقرأ بل تتلقى معلومات متلفزة قد يكون بعضها صائبا و غيرها عكس ذلك و جزء منها على سبيل التضليل .
أما ذات الصوارى فهذا اسم معركة عسكرية بحرية نشأت بين المسلمين و الدولة البيزنطية للسيطرة على البحر المتوسط فى عام 35 هـ ـ 655 م و هى أول معركة بحرية يخوضها المسلمون و شهدت نهاية سيطرة الدولة البيزنطية على البحر المتوسط .
حيث كان للروم حسب المؤرخين مابين 700 الى 1000 سفينة على سواحل المتوسط خاضت مجتمعة هذه الحرب ضد 200 سفينة للمسلمين أما عن سبب قيام هذه المعركة فهو غضب الدولة البيزنطية من احتلال الأسطول العربى جزيرة قبرص .
المشهد ربما لايتطابق بين الماضى و الحاضر لكن الأحداث تفرض نفسها فى ظل الصراعات الكبيرة فى منطقة الشرق الأوسط و فى خضم حالة الصراعات الدموية داخل عدد من الدول العربية خاصة الساحلية و هذا لايجب أن نمر عليه مرور الكرام دون أن نفهم أن هناك عمل ممنهج للسيطرة على سواحل البحر المتوسط بالكامل و كما يقول الجترالات الأمريكيين ان البحر المتوسط بحيرة أمريكية و هذا منذ عقود خلت و ها نحن قيد التنفيذ للمخطط القذر الذى يقضى باحراق الدول و تفتيتها لاحكام السيطرة و اشعال الفتن المذهبية و العرقية و هذا جزء من المخطط و تهييج الشعوب ضد جيوشها الوطنية و اظهار هذه الجيوش على أنها أدوات قمع فى يد الحكام و ليست للدفاع عن هذه البلاد و شعوبها .
قطعا سواحل ليبيا حاضرة فى المشهد فهى على البحر المتوسط كذلك السواحل السورية فى حال يرثى لها نظرا لما يحدث من تمزيق لهذه الدول من الداخل و حالة الدفع باتجاه تقسيم اليمن و افساح المجال لسيطرة الميليشيات المسلحة للسيطرة على النقط الحصينة على البحر الأحمر و مضيق باب المندب .
و بناء على هذا يجب أن نضع نصب اعيننا موضوع غاز شرق المتوسط و عدم ترسيم الحدود البحرية و تهديد اسرائيل لقبرص اذا قامت بترسيم الحدود البحرية مع مصر و ذلك لرغبتها فى الاستيلاء على كل ثروات المتوسط النفطية بما فيها حصة كل من لبنان واليونان و قبرص و مصر .
لهذا ذهبت مصر باتجاه التنسيق مع قبرص و اليونان لعقد قمة ثلاثية لوزراء الخارجية فى قبرص للدول الثلاث للتحضير للقمة الرئاسية لرؤساء الدول الثلاث فى مصر برئاسة الرئيس السيسى .
لهذا لم يكن اختيار اسم ذات الصوارى على سبيل المصادفة بل استعدادا و استشعار لاقتراب المواجهة لخوض صراعا كبيرا لمنع السيطرة على المتوسط و الثروات التى يتمتع بها خاصة النفطية .
أرى أن القيادة المصرية الحالية تعى جيدا و يظهر هذا جليا من تحركاتها أهمية منع السيطرة على المتوسط و ثرواتة من أى وقت مضى و تتحرك دبلوماسيا و عسكريا بوعى كامل و شديد القوة و الحذر فى نفس التوقيت و أنها ترى أن معركة ذات الصوارى الجديدة قادمة لا محالة فى هذا و هى ترسل رسائل مشفرة أنها على أهبه الاستعداد.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .. تحيا مصر ـ تحيا مصر ـ تحيا مصر .