عرب وعالم

01:44 مساءً EET

الكويت/ مؤتمر الإتصالات: لا نريد تقييد الحريات عبر الانترنت ولكن نريد مكافحة ايدلوجية “داعش” الفكرية

قال نائب وزير الخارجية الامريكية للدبلوماسية الشعبية والشؤون العامة ريتشارد ستينغل نشكركم على حسن ضيافة الكويت لعقد هذا الاجتماع، مبينا ان الكويت لعبت دورا اساسيا ليس فقط لجمعنا معا هنا في هذا المؤتمر فقط و انما لعقد جسلسات مثمرة، فيما يتعلق بالامور التي اثيرت في البيان المشترك، لاشك في ان اجتماعنا اليوم كان بسيطا، ولدينا تحالف عسكري يعمل على ساحة القتال ضد تنظيم داعش بشكل يومي، ومنذ البداية قاموا الشركاء في التحالف بالتشديد على اهمية الحصول على تحالف في مجال الحيز الانساني و الفضاء الالكتروني الذي يكمل عمل التحالف العسكري.

واكد ستينغل خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده ظهر اليوم على هامش مؤتمر الأتصالات الخاص بتحالف الشركاء الناهض لداعش الذي تستضيفه الكويت، على ان العمل المشترك في ساحة القتال لابد من تعزيزه باضافة العمل في مجال الفضاء الالكتروني، وكما قال الجنرال الن ان النصر ضد داعش ياتي في وقت اسرع اذا ما عملنا في محاربة التنظيم ضمن الحيز المعلوماتي، مبينا ان الاجتماع اليوم كان بداية طريق طويل في هذا الصدد، وبداية تاسيس هذا التحالف للعمل المعلوماتي، ونجحنا في هذا الاجتماع ورأيتم لقد توصلنا الى اتفاق كبير و نقاط مشتركة بين الدول المشاركة، خاصة اننا نواجه عدوا مشتركا.

واضاف نحن اليوم نناقش طرقا للعمل في مجال الفضاء الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة هذا التنظيم، وافكاره و ايديولجيته على الساحة.

وفي رده على سؤال حول اذا كانت الضربات الجوية لم تتوصل الى نتيجة، هل هناك توجه الى استخدام القوات البرية و هل من ضمانات امنية تقدم لدول المنطقة اذا تم هذا الشيء، اكد ستينغل اننا هنا اليوم لمناقشة الشأن المعلوماتي على الانترنت وليس الشأن العسكري، مضيفا ان ما رأيناه هو ان المبادرات العسكرية كانت فعالة و تمكنت من حد نصر داعش، متوقعا ان اجتماع اليوم هو لاضافة التعاون المعلوماتي على التحرك العسكري، مبينا اننا في حربنا ضد داعش تتطلب الحرب ليس فقط على الصعيد العسكري و انما الالكتروني ايضا.

اما بخصوص ضمان عدم استخدام الانظمة للتحرك المعلوماتي ضد داعش لقمع حريات التعبير في وسائل الاتصال، اكد ان كل الشركاء في التحالف اعتمدوا مبدأ حرية التعبير و لدينا ايضا علاقة وثيقة بين الخصوصية و السلامة و بين الخصوصية و الحرية، بهدف مكافحة تنظيم داعش، مضيفا ان اي طرف لم يرغب في تقويض حرية التعبير و حرية الاعلام، مؤكدا ان هذا ليس هدف اجتماع اليوم، مبينا ان حرية التعبير بحد ذاتها تكافح و تناهض اديولجية داعش، واعتقد اننا توصلنا الى اتفاق بهذا الشأن وحساسيته.

واضاف لقد ناقشنا صباح امس مع الجنرال “ألن” موضوع الحريات، وشدد الجنرال على ان الحملات ضد داعش هي الخطوة الاولى وليست الخطوة الوحيدة، ولكن انها خطوة طارئة، مضيفا ان هذه الاولوية هي مادفعنا الى الاجتماع اليوم، وهذه الخطوة هي الخطوة الاولى و لم نتخذ بعد اي خطوة اضافة ضد نظام بشار الاسد، موضحا ان ماقاله الجنرال هو التوصل الى حل سياسي فقط.

وبشأن اجراءات التحالف لمواجهة هجرة الاوروبيين الى سوريا و العراق للمحاربة مع داعش، واين ايران من تحركات التحالف لاسيما انها لاعب اساسي في المنطقة، اوضح سينغل ان مسألة المقاتلين الاجانب هي المسألة مشتركة بين الجميع من الشركاء و الحلفاء، مضيفا اننا اليوم ركزنا على التقنيات الفعالة لوقف تجنيد المقاتلين الاجانب مع داعش، وركزنا على كيفية وقف اجتذاب داعش لهم، واعتقد ان كل بلد يعمل على هذا بشكل فردي، مضيفا ان المناقشة الجماعية لافشل الممارسات الناجحة و الفاشلة في هذا الموضوع، لذلك انخرطنا مع كل الشركاء في هذا المجال.

اما بشأن دور ايران في المنطقة، اكد ان ايران من اللاعبين الاساسيين في المنطقة، ولدينا مصالح مختلفة معها حول هزم “داعش”، وفي هذه المرحلة نحن نرحب بكل الاطراف التي تريد المشاركة معنا لهزم داعش.

اما بخصوص وقف الدعم المالي لداعش، قال ان الجنرال “الن” امس 5 خطوات عمل لمكافحة داعش، ومنها وقف الدعم المالي لداعش، واضاف اننا نحارب التنظيم ب3 مجالات الاول المجال العسكري و الثاني المالي و اخيرا المعلوماتي، وكل هذه الجهود المشتركة لمكافحة التدفق المالي الى داعش، تشدد على وقف الدعم المالي لداعش، ولاشك ان هذ الخطوة تعتبر في غاية الاهمية وحتى اهم من العمل على الحيز المعلوماتي، مضيفا ان امريكا تشدد كثيرا على هذا الموضوع، مشيرا الى تصريحات الخزانة الامريكية عن عملها لوقف تدفق الاموال الى داعش، وهذا محاولة للجمع بين البعد المالي و البعد العسكري.

وعن فيما كان الاجتماع بسبب ازدياد الاشخاص الذين ينتمون الى داعش لاسيما من الغرب، وما اذا كان هناك اعداد للمنضمين الى التنظيم خلال الشهرين الاخيرين، قال في الواقع ان اعداد الاشخاص الذين ينضمون الى داعش بانخفاض، ونشهد اليوم تراجع لاعداد المنضمين الى التنظيم، مضيفا اننا تكلمنا اليوم على ازالة الشرعية عن جاذبية الانتماء الى داعش، موضحا ان التنظيم عمل لاشهر طويلة على اظهار صورة خاطئة، حيال التنسيق و حيال منظمة منسقة تتضمن عدة اشخاص، وسمعنا اكثر من المقاتلين الذين تركوا داعش، ان ايديولجية داعش وهمية خاطئة و غير صحيحة، ولقد ناقشنا هذه الفكرة مرارا و تكرارا.

واضاف اننا نعمل في الواقع على الحصول على الاعداد ولكن نحن نعتقد ان جاذبية داعش قد تراجعت و ان عدد المقاتلين الاجانب تراجع، وعملنا اليوم هو تحديد افضل الرسائل لنوقف ذهاب المقاتلين وانضمامهم الى داعش، والى تصحيح الصورة الخاطئة التي يبثها التنظيم.

سبق ذلك كلمة لمبعوث الرئيس الأمريكي الخاص بشؤون التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الجنرال جون ألن خلال مؤتمر الاتصالات في دولة الكويت، فيما يلي نصها

 

أشكركم على هذا الترحيب الحار. يشرفني وجودي معكم جميعا اليوم. أتوجه بالشكر لصاحب السمو أمير دولة الكويت والحكومة الكويتية لاستضافتنا جميعاً لبحث سبل الحد من رسائل تنظيم داعش الإعلامية والقضاء عليها وكذلك لمناقشة سبل مواجهة وجود التنظيم والتقدم عليه في الفضاء السبراني وعلى الشبكة العنكبوتية. لقد ساهمت الكويت أيضا بدعم إنساني ولوجستي هام لتحالفنا.

• يمنح مؤتمراليوم فرصة لمناقشة وتنسيق الجهود لمواجهة الرسائل الإعلامية لتنظيم داعش ولتنسيق عملنا لمواجهة التطرف في المنطقة وما يتعدى حدودها الإقليمية. يشكل هذا جانب واحد من خمسة جوانب للتعاون ستقضي في النهاية على عهد داعش الإرهابي. وتتضمن تلك الجوانب دعم الشركاء العسكريين وقطع الدعم المالي عن التنظيم ووقف تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إلى صفوفه وتوفير الدعم الإنساني. هذا وأؤكد لكم بأن هذه الجوانب في غاية الأهمية وربما أساسية للقضاء على تنظيم داعش ولضمان عدم تشكيله تهديدا للمنطقة والمجتمع الدولي.

• بصفتي مبعوث خاص للرئيس أوباما، تتمحور مهمتي في تعزيز ودمج وتنسيق جهود ما يزيد عن ستين شريكاً لمواجهة التنظيم. أشدد خلال لقاءاتي مع شركاء التحالف والشركاء المحتملين على أن تهديدات داعش ستتطلب نهج كلي ومنسق على كافة الأصعدة الدولية والإقليمية والمحلية يتم خلالها دمج الأدوات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية والاستخباراتية وإنفاذ القانون.

• من المفيد تخيل تحرك تنظيم داعش في ثلاثة مجالات، يكون أولها المكان أو بمعنى آخر أرض المعركة. وأوكد لكم أننا سننجح في القضاء على التنظيم عسكرياً.  لن يحدث ذلك بين ليلة وضحاها ولكنه سيتحقق. إن الجهود المشتركة لدول التحالف التي تدعم القوى العراقية والمعارضة السورية المعتدلة ستواصل القضاء على أهداف تنظيم داعش والحد من قدراته القتالية وفي النهاية دحرالتنظيم في المناطق التي يسيطرعليها اليوم.

• خلال عطلة الأسبوع الماضية رأينا انتصارات مشجعة تحققت على أيدي القوات العراقية والبشمركة في العراق، كما رأينا غارات فعالة للجيش اللبناني ضد عناصر داعش. وتلعب العديد من الدول الحاضرة هنا اليوم دورا هاما في تلك الجهود العسكرية،و ترحب الولايات المتحدة الأمريكية ترحيبا كبيرا بإسهاماتكم.

• ويعد التمويل ثاني المجالات التي يعمل داخلها تنظيم داعش. لذا يجب علينا  قطع الهواء عن هذا التنظيم بالقضاء على موارد التمويل الخاصة به، ويتم ذلك عن طريق استهدافه بالعقوبات وإيقاف تهريبه للنفط وإنهاء دخوله للسوق المالي العالمي.  

• إلا أن جميعنا هنا اليوم للتحدث عن المجال الثالث الذي يتحرك فيه داعش وهو المجال المعلوماتي. إنه ذلك المجال الذي يتباهى من خلاله تنظيم داعش بحربه الفظيعه، والذي يجند فيه داعش الأبرياء ويغير مسارهم . سنهزم داعش هزيمة ساحقة إن استطعنا التقدم عليه في شبكة الإنترنت وإنكار شرعية رسائله التي يرسلها للشباب الضعيف وفضح عقيدة العنف التي تبناها التنظيم والتي لا تمت للإسلام بصلة.  

• إن وكلاء داعش الذين يعملون عبر شبكة الإنترنت يقدمون أنفسهم على أنهم ممثلين حقيقيين ومنتصرين للإسلام، يريدون تصوير أنفسهم كالفائزين وكقادة حقيقين جديرين بالدعم المادي الذي يغري المقاتلين الأجانب ويوجههم نحو التطرف. أعتقد أن كل دولة شريكة في التحالف لديها دور فريد وحيوي في هدم تلك الصورة بما يتماشى مع ثقافتها ودينها وأعرافها المحلية. في الحقيقة، كل دور من أدوارنا مميز وكل صوت لدينا يخاطب جمهور مختلف.

• وخلال اجتماعاتي مع قيادة الجامعة العربية في القاهرة في الأسابيع الماضية، ناقشت سبل تقوية الأصوات المعتدلة التي تشجب تنظيم داعش وتفضحه. وبالفعل أصدر العديد من القادة السياسين وعلماء الدين في المنطقة وحول العالم بيانات رافضة لفكر داعش. وفي شهر سبتمبر الماضي، أصدر أكثر من 120 عالم من علماء الدين رسالة لأبو بكر البغدادي وأتباعه من المحاربين يشجبون فيها مقاتلي داعش ويفندون ما ينسبه التنظيم للدين، كما دعت دور الإفتاء في المنطقة المسلمين إلى نشر السلام والتسامح وأوضحوا أن لا مكان للعنف في الدين الإسلامي.

• وبالتالي، فإننا في الوقت الذي نسعى فيه لتعرية حقيقة داعش، ينبغي علينا نشر قصة إيجابية: إنها قصة تلقي الضوء على احترامنا لتقاليد الإسلام السامية وتاريخه الغني واحتفائه بالعلماء والأسرة والمجتمع. يجب علينا العمل مع رجال الدين وعلمائه والمعلمين والآباء لنحكي للعالم كيف نحتفي بالإسلام حتى حين نظهر للعالم كله كيف يقوم تنظيم داعش بتشويه هذا الدين.

• وكما قال الرئيس أوباما، لقد حان الوقت لقوة جديدة بين الشعوب المتحضرة في هذا العالم لاقتلاع جذور تلك الحرب من أكثر الأعماق تطرفا.

• وواجب علينا جميعا كقادة ألا نفضح فقط حقيقة داعش بل علينا أيضا طرح البدائل، فبينما يريد داعش أن يحول الشباب لانتحاريين نراهم نحن طلبة ورجال أعمال وقادة في مجتمعاتهم ولأسرهم في المستقبل. سيكون ذلك تحد عالمي عبر الأجيال  إلا أنه أيضا سيكون وسيلتنا في استعادة شباب أمتنا وثروتنا البشرية لتحقيق ما هو أفضل لكافة شعوبنا.  

• لقد حان الوقت أن يرفض العالم تلك الأيديولوجية التي تتبناها منظمات كداعش بوضوح وباستمرار وبكل ما أوتي من قوة ، فتلك الأيديولوجيات تسعى لإشعال التوترات الطائفية وتحرض على الكراهية وترهب باسم الدين. علينا القيام بذلك معا ، متحدين كشركاء في التحالف، تماما كما نحارب داعش معا في أرض المعركة أو في الأسواق العالمية.

• وفي النهاية، يجب أن تنبع مهمتنا في رفض الطائفية والتطرف من أعماقنا، فلا تستطيع قوة خارجية أن تغير العقول والقلوب في الأوطان. وستكون الولايات المتحدة الأمريكية شريكا بناء وملتزم  بتلك الجهود ويحترمها ، وذلك في ضوء التزامنا بدور قيادي في بناء آلية شاملة ستقضي في النهاية على داعش.

• وبينما يبدأ المؤتمر أعماله المهمة، أحث المشاركين بقوة على صياغة خطط عمل تقضي على ماكينة داعش الإعلامية في الصحف والفضاء السبراني بشكل مباشر وسريع. يجب أن تتسم ردود أفعالنا بالخفة والمرونة وأن تصاغ بشكل يواكب سرعة الأحداث على أرض المعركة وكذلك في المجالات السياسية والاجتماعية التي يتحدى فيها تنظيم داعش أعضاء التحالف. ويجب على خططنا أن تمكن من هم أكثرتأثيرا في مجتمعاتنا ليتحدثوا عن حقيقة جهود داعش في القضاء على السلم والاستقرار في نفس الوقت الذي يروون فيه قصة كفاح الدين الطويل في تحرير نفسه من التطرف.

 • إن الولايات المتحدة الأمريكية فخورة بشراكتها مع الجميع هنا في تلك الفرصة التي نتشاركها جميعا للانتصار على أحد أكبر تحديات عصرنا بينما نعزز روابطنا الثنائية  وعلاقاتنا المجتمعية. في هذا الصدد، سنبني مجالا أكبر من الثقة وسنحتفي باحترامنا المتبادل.

• وسننجح في النهاية، لأننا – نحن المجتمعون هنا في هذه القاعة- سنتوحد معا للانتصار على أقوى أسلحة هذا العدو: أيديولوجية داعش. إن هزمناها ، سننتصر على داعش حقا

التعليقات