عرب وعالم

12:13 مساءً EET

وزير الإعلام الكويتي في حواره مع «الشرق الأوسط»: إعلامنا يقوم على نبذ ومحاربة الإرهاب

أعلن الشيخ سلمان الصباح وزير الإعلام الكويتي بأن الإعلام الخليجي يتجه حاليا إلى كشف خطر الإرهاب الذي يتربص بالمنطقة ..  مشيرا إلى أن بلاده منطلقه الرئيس في تفكيره واهتمامه.

وقال الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، في حوار لـ«الشرق الأوسط»: «حان الوقت لتفصيل ميثاق إعلام عربي عصري يضع خريطة طريق تحكم أدبيات الإعلام الحر والهادف والصادق».

وعلى الصعيد الكويتي قال وزير الإعلام: «إن رسالة الإعلام لدينا تقوم على نبذ ومحاربة الإرهاب، والدعوة إلى الحوار والإيمان بالرأي والرأي الآخر»، مشيرا إلى أن تشابكات الواقع تتطلب منه موقفا وطنيا عربيا صادقا يراعي مصالح الأمة العليا، ويكون إعلاما عصريا منصفا للقضايا الإنسانية العادلة.

وأضاف: «إن أبرز التحديات التي تواجه صناعة الإعلام العربي هو مدى قدرته على مواكبة نظيره العالمي العصري والحر والمنفتح واللاهث وراء الحدث، سواء كان سياسيا أو عسكريا أو اقتصاديا أو رياضيا أو فكريا أو فنيا».

وعلى المستوى الرسمي العربي أكد الصباح أن توحيد خطاب إعلامي عربي بات صعبا بالنظر إلى الظرف المُعقّد الذي تمرّ به المنطقة العربية، في ظل بعض التحالفات الإقليمية، ومراعاة كل دولة لمصالحها، التي ربما تتعارض مع مصالح دول عربية أخرى.

فيما يلي نصّ الحوار:

* تقلّدت وزارة الإعلام في وقت عصيب تمرّ به المنطقة على المستوى الدولي والإقليمي والخليجي.. برأيكم ما أبرز القضايا التي تشغل بالكم وتستقطع جزءا من تفكيركم حاليا، ولماذا؟

– من المؤكد أن المنطقة العربية تمرّ بظرف عصيب، وربما كان واحدا من أصعب الظروف التي كُتب على شعوب المنطقة اجتيازها في القرن الواحد والعشرين. ولأن العالم بات يحيا مفهوم «القرية الكونية» كأصدق ما يكون ذلك، واحتل الإعلام الحر ووسائل التواصل الاجتماعي الحيز الأكبر والأهم في حياة الناس، وانعكس ذلك واضحا على تأثير وتأثر كل دولة بما يحيط بها؛ فإن بلدي الكويت هي المنطلق الرئيس في تفكيري واهتمامي، وأعني بذلك مصالحها وشعبها، وهذا لا ينفصل أبدا عن وصلها الطيب بشقيقاتها من الدول العربية، وباقي دول العالم، خاصة أن اختيار هيئة الأمم المتحدة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، قائدا إنسانيا، وفي سابقة عالمية، واختيار الكويت كمركز للعمل الإنساني، يحتم على الإعلام الكويتي، وعلي شخصيا، العمل الجاد والمدروس لتكريس هذين المفهومين. كما أن توجيهات أمير البلاد باعتبار الشباب الرهان الأهم للمستقبل يجعل جزءا كبيرا من تفكيري ينصرف إلى المشاريع الفكرية والثقافية والفنية التي تخدم هذا التوجّه، وتقدم للعالم نماذج كويتية شبابية مبدعة، وقادرة على لفت الأنظار بعطائها المميّز.

* في ظل الواقع كيف تنظرون إلى الدور الذي يضطلع به الإعلام الكويتي تجاه القضايا المصيرية والوطنية، فضلا عن دوره في ترسيخ قيم وحضارة الأمة؟

– إن تشابكات الواقع المعقدة التي تحياها منطقتنا العربية، تتطلب من الإعلام الكويتي، وعموم مراكز الإعلام العربية، موقفا وطنيا عربيا صادقا يراعي مصالح الأمة العربية العليا من جهة، ويضع مستقبل شعوبها على رأس الأولويات. ويكون إعلاما عصريا يتصف بالمصداقية وإنصاف القضايا الإنسانية العادلة، مؤمنا بدور الحوار البنّاء، وأن السلم والسلام هما الرسالة الأسمى لشعوب الأرض. على أن الإعلام الكويتي وعلى امتداد تاريخه المعروف لديكم عمِل ويعمل على ترسيخ قيم وتراث الأمة العربية والإسلامية الأجمل، فكرا وأدبا وفنا. وليس أدل من ذلك على تشرّف الكويت بتكليف من جامعة الدول العربية بالنهوض بإنجاز «الخطة الشاملة للثقافة العربية»، إضافة إلى إصدارات دولة الكويت منذ انطلاق مسيرة مجلة «العربي» عام 1958، وتاليا «سلسلة من المسرح العالمي»، ولاحقا إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كسلسلة عالم المعرفة وعالم الفكر، والتي لعبت وتلعب دورا كبيرا في تشكيل الوعي العربي.

* تعاني المنطقة العربية اليوم الإرهاب الفكري والإرهاب المسلح، ما هي استراتيجيتكم في تبني خط إعلامي يسهم في تعزيز السلام والأمن إقليميا ودوليا؟

– لا أقول جديدا حين أشير إلى أن الكويت كانت على الدوام واحة أمن وأمان، وأنها ومنذ استقلالها عام 1961 ارتضت لنفسها خطا سياسيا وإعلاميا حرّا وصادقا وإنسانيا يقف إلى جانب العدل والسلام والفكر النيّر ونصرة قضايا الشعوب العادلة. وأنها كانت على الدوام تنبذ وتُدين الإرهاب بكل أشكاله وممارساته. وليس تتويج أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد من قِبل الأمم المتحدة بلقب «القائد الإنساني» إلا اعترافا وتأكيدا للدور الكبير الذي لعبه منذ كان وزيرا للخارجية وصولا إلى يومنا الراهن، وانعكاس ذلك الدور على الكويت سياسيا وإعلاميا. إن الخط الإعلامي الذي تتبناه جميع وسائل الإعلام الكويتية المرئية والمسموعة والمقروءة، يقوم على نبذ ومحاربة الإرهاب، والدعوة إلى الحوار والإيمان بالرأي والرأي الآخر. وهي في سبيل ذلك لا تتوانى عن بث البرامج الداعية لذلك، وتنظيم وعقد المؤتمرات والندوات الفكرية والثقافية العربية والعالمية التي ترسخ المعاني الأسمى للدين الإسلامي، وعموم الفكر الإنساني النيّر والمنفتح على الخير والحرية والعدالة.

* ما أبرز التحديات التي تواجه صناعة الإعلام العربي عامة، وعلى مستوى الخليج والكويت خاصة؟ وهل من استراتيجية تواثق عليها وزراء الإعلام العرب؟ وهل بالضرورة أن يتوحّد خطاب الإعلام العربي؟

– أبرز التحديات التي تواجه صناعة الإعلام العربي هو أن يواكب صناعة الإعلام العالمي العصري والحر والمنفتح واللاهث وراء الحدث، سواء كان سياسيا أو عسكريا أو اقتصاديا أو رياضيا أو فكريا أو فنيا. إن معايشة الإنسان العربي لعصر الفضاء المفتوح وثورة المعلومات جعلته على وصل واتصال بالحدث الإنساني العالمي، وبالتالي فإنه ما عاد يرضى بمستوى أدنى من ذلك. وهذا بدوره وضع تحديا حقيقيا أمام صناعة الإعلام العربي عامة، والخليجي الكويتي خاصة، يتمثل في محاولة خلق حالة من التنمية الثقافية والإعلامية تستند إلى ضخ مزيد من الدعم المالي والإداري للمؤسسة الثقافية والإعلامية، لرعاية وتشجيع أي أنشطة أو مؤتمرات تتصل بالفكر والثقافة والفنون، إضافة إلى مزيد من الرعاية والتشجيع للأنشطة الشبابية بوصفها الرهان الأهم للمستقبل. إن السياسة التي تواثق عليها وزراء الإعلام العرب يُفترض أنها قامت أساسا على احترام خصوصية أوضاع كل قطر عربي، ومحاولة التعاون الإعلامي لخدمة القضايا المصيرية المشتركة للأمة العربية. ولكن، وكما يعلم الجميع، فإن توحيد خطاب إعلامي عربي بات صعبا بالنظر إلى الظرف المُعقّد الذي تمرّ به المنطقة العربية، وبعض التحالفات الإقليمية، ومراعاة كل دولة لمصالحها، التي قد تتعارض مع مصالح دول عربية أخرى. وأرى أنه قد حان الوقت لتفصيل ميثاق إعلام عربي عصري يأخذ بالحسبان جميع الظروف المستجدة عربيا وعالميا، ويضع خريطة طريق تحكم أدبيات الإعلام الحر والهادف والصادق.

* برأيكم إلى أين يتجه الخطاب الإعلامي الخليجي عامة والكويتي خاصة؟ وأين نجح وأين أخفق؟ وما المعالجة المطلوبة لتصحيح مساره؟ وإلى أي مدى هناك أهمية لتوحيد الإعلام الخليجي وإعطاء صورة نمطية للمجتمع الخليجي؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟

– الإعلام الخليجي بعامة في الوقت الراهن يتجه إلى مزيد من كشف خطر الإرهاب الذي يتربص بالمنطقة، ويُفترض به السعي الجاد لنشر الفكر الإنساني المتسامح والعقلاني. فالإرهاب والعنف اللذان يتهددان المنطقة لن يولدا إلا الدمار والخراب لشعوب المنطقة. وأظن أن الإعلام الخليجي نجح إلى حد ما في مهمته هذه، وعمِل ويعمل على تحقيقها. وإذا كان البعض يعتقد أن تعدد واختلاف الرؤى الإعلامية الخليجية يُعدّ عيبا أو إخفاقا، فلستُ مع هذا الرأي، فنحن نعيش في عالم منفتح، وللجميع الحق في تبني وجهة النظر التي يؤمن بها، ولو أن الأمنية مشروعة في طرح خليجي وعربي أقرب ما يكون إلى التكامل.

* دخلت وسائط التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها والإعلام الإلكتروني، شريكا منافسا للإعلام التقليدي في نقل الحقائق والإشاعات أحيانا.. برأيكم إلى أي مدى يمثل الإعلام الجديد نقلة في صناعة الإعلام الكويتي، وهل تعتقدون أن وسائل التواصل الاجتماعي مصدر إزعاج أحيانا ولا بد من ضبطها؟

– ما يفرق وسائط التواصل الاجتماعي عن الإعلام هو كونها تمثل رأيا شخصيا، وبالتالي فإن الدقة تبقى مقياسا مهما. فإذا كتب أي شخص تغريدة أو رأيا في أي من وسائط التواصل الاجتماعي، فهو وحده مسؤول عن ذلك، لكن قيام وسيلة إعلام رسمية ببث خبر أو تعليق يعني بين أمور أخرى مسؤولية الدولة عن ذلك، ووضع مصداقيتها على المحك، وهذا يتطلب تحري الحقيقة والدقة والشفافية والمهنية العالية، ومواجهة الجمهور بما يستحق من احترام. ومؤكد أنه لا يغيب عن القراء العرب مدى الانفتاح والحرية التي يتمتع بها الإعلام والصحافة في الكويت، لكن إزعاج بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون واردا حين يتجاوز أي شخص حدود الحرية، ويتعرض لثوابت عقائدية أو إنسانية لا يجب المس بها. وربما بات من المهم على الإعلام المتخصص توعية مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي باختلاف فئاتهم، بالأسس والمعايير الصحيحة لاستخدم هذه الشبكات، وبما يجعل من إيصال الحقائق والأخبار والرسائل هدفا نبيلا، ويجعل من التواصل الاجتماعي لغة محبة بين بني البشر أينما كانوا.

* تتطلب بيئة العمل الإعلامي تعزيز وإشاعة قيم حرية التعبير.. ما واقع ذلك وأهميته كويتيا؟ وما المعايير المطلوبة لضبط العمل الإعلامي ليوازن بين متطلبات المرحلة وتطلعات الشعوب والحكومة في آن واحد؟

– يبدو من نافلة القول الإشارة إلى سقف الحرية العالي الذي يتمتع به الإعلام الكويتي بكل صوره، والذي خلق منه واحدا من أهم منابر الحرية في الوطن العربي. والجميع يعلم مقدار الحرية الرفيع الذي تتمتع بها الصحافة الكويتية منذ مطلع الستينات حتى يومنا الحاضر، ما جعلها واحدة من أكثر الصحافات العربية تميزا وشفافية وكشفا للحقيقة. وإذا ما تطرقنا إلى المعايير المطلوبة لضبط العمل الإعلامي، فإن الشفافية والصدق والدقة والمهنية العالية والعصرنة تأتي على رأس هذه المعايير، مع مراعاة المصلحة العليا للدولة وقوانينها، والسعي المشروع لتأكيد الروح الوطنية، ودعم وتشجيع دور الشباب.

* يعتقد البعض أن الإعلام الغربي متقدم جدا لأنه شريك أساسي في بلورة الرأي العام الغربي وصنع القرارات النافذة داخليا وخارجيا.. كيف ترون ذلك مقارنة بالإعلام العربي؟ وهل الأخير شريك في صناعة القرارات المهمة؟ ولماذا؟

– لا شك في أن الإعلام شريك أساسي في بلورة الرأي العام في أي مجتمع من المجتمعات، ومؤكد أن الإعلام العربي، بمختلف توجهاته، لعب ويلعب دورا كبيرا ومشهودا في بلورة رأي عربي، وتحديدا منذ اندلاع ما بات يُعرف بثورات الربيع العربي، لكن ما يجب الوقوف عنده هو أن الإعلام الغربي هو إعلام خاص، وبالتالي فهو يمتلك قدرا أكبر من الحرية وقدرا أكبر من التحرك وفق أجندة ومصالح من يقف وراءه، بينما الإعلام العربي في عمومه هو إعلام حكومي يراعي مصالح الدولة العليا. لكن هذا لا ينفي أبدا أن الإعلام العربي، وأنا هنا أتكلم عن الحالة الكويتية، كان على الدوام جسرا بين القيادة السياسية وأبناء الشعب الكويتي، وأنه يتخذ من قول الحقيقة والشفافية والمهنية العالية مبادئ لا يحيد عنها. كما تجدر الإشارة هنا إلى أننا في دولة الكويت نؤمن بتفعيل لا مركزية الإعلام، ليكون بإمكان كافة المؤسسات الحكومية المساهمة الفعالة ضمن استراتيجية إعلام موحدة. ويأتي دعمنا المستمر للإعلام الخاص، المقروء والمرئي والمسموع، ليشكل بندا أساسيا من بنود تلك الاستراتيجية.

* إلى جانب كونكم وزيرا للإعلام ووزير دولة لشؤون الشباب فإنكم رئيس للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، فكيف تنظرون إلى ما تتناقله بعض دوائر المثقفين العرب في انحسار وتعثر دور المجلس الوطني في الأعوام القليلة الماضية، وهل من خطة للنهوض بعمل المجلس الوطني وإعادته إلى دوره التنويري المعروف؟

– بداية نحن في الكويت نعتز في الدور الكبير الذي نهض به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب منذ تأسيسه عام 1973 وعلاقته الرفيعة بالفكر والثقافة والمثقفين العرب، وفيما يخص رأي بعض دوائر المثقفين العرب بانحسار دور المجلس، فنحن نثمّن ذلك ونرى فيه حرصا وثقة طيبين بالمجلس الوطني وبدور الكويت التنويري، وقد يكون فيه شيء من الصحة. ويهمني هنا أن أؤكد لكم بأننا نؤمن تماما بدور الثقافة والفنون، وأن لدولة الكويت تاريخا ثقافيا عربيا يجب المحافظة عليه وتغذيته بمزيد من العطاء الفكري والإبداعي المستمر، لذا فلقد قطعنا شوطا كبيرا في وضع استراتيجية جديدة لعمل المجلس الوطني، وإعادتنا هيكلة جميع قطاعاته بما يتماشى ومراعاة مصلحة وسمعة الكويت الثقافية والفنية، وكلنا ثقة بأن الفترة القادمة ستشهد تغييرا نتمنى أن يكون ملموسا في كل ما يقدمه المجلس الوطني من أنشطة داخل الكويت وخارجها. خاصة أن هناك نقلة كبيرة على مستوى البرامج الثقافية، وكذلك على مستوى إنشاء البنى التحتية، كالمراكز والمجمعات الثقافية، والكويت مقبلة خلال العامين القادمين على افتتاح مركزين ثقافيين كبيرين بمواصفات عالمية عالية، وأعني بذلك، مركز الشيخ جابر الأحمد، ومركز الشيخ عبد الله الجابر. ومن المؤمل أن يكون كلا المركزين بؤرة إشعاع للعمل الفكري والثقافي والفني العربي والعالمي.

* ما هو تقييمكم للدور الذي يقوم به المثقف والأديب في صناعة الواقع الكويتي؟ وهل هو في تراجع أم تنام؟

– الأديب والمثقف الكويتي ينهض بدور كبير في صناعة الواقع الكويتي، سواء على مستوى عمل المؤسسة الرسمية وأعني بها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أو على مستوى المؤسسة الأهلية وهي رابطة الأدباء الكويتيين، إضافة إلى الجهود اللافتة التي تنهض بها بعض المؤسسات الثقافية الخاصة، كدار الآثار الإسلامية ومؤسسة البابطين ودار سعاد الصباح، إضافة إلى الكثير من الملتقيات الثقافية، وكذلك الدور الرائع الذي ينهض بها المبدع الكويتي في مختلف وجوه الإبداع محليا وعربيا، ومن المؤكد أن هذا مجتمعا يؤثر تأثيرا واضحا في حيوية الساحة الثقافية في الكويت. كما ويمكن تلمس نجاحات المبدع الكويتي من خلال الجوائز العربية الرفيعة التي يحوزها النتاج الإبداعي الكويتي. خاصة أن نتاج الفئة الشابة له حضور كبير وملموس على الساحة الثقافية الكويتية. وهذه الدلائل مجتمعة تشير بما لا يدع مجالا للشك أن جهد المبدع والمثقف الكويتي في تنام، ونتمنى أن يكون تناميا متزايدا دائما.

* ما استراتيجيتكم في دعم ودفع الشباب لتحقيق إشراكهم في صناعة الواقع والمستقبل؟

– إن وجود وزارة دولة لشؤون الشباب يُظهر بشكل جلي مدى الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الكويت حكومة وشعبا لدور الشباب، خاصة أن أحد أهم توجيهات أمير البلاد تنادي بدعم وتشجيع المواهب الشبابية، وفسح جميع مجالات الإبداع لهم. خاصة بعد رعايته للوثيقة الوطنية للشباب، وتحويلها إلى الحكومة للعمل من خلال أطرها. ونظرة فاحصة للأنشطة الثقافية والفنية في دولة الكويت، تظهر وتؤكد الدور الكبير الذي يلعبه الشباب في أي من الأنشطة الثقافية والفنية. كما أن أجندة المجلس الوطني، ووزارة الدولة لشؤون الشباب تحرص على تواجد النشاط الشبابي بشكل دائم. إضافة إلى المشاركات الخارجية للشباب المبدع والمثقف الكويتي سواء داخل الوطن العربي أو خارجه.

* يرى البعض أن المثقفين والأدباء يأتون في ذيل قائمة الاهتمام والدعم الحكومي في عدد من البلاد العربية.. ما حقيقة ذلك على مستوى الكويت وهل من شواهد على ذلك؟

– إن اهتمام دولة الكويت بأبنائها النابهين والمثقفين، ليس بحاجة لشهادة، فهو معروف للقاصي والداني، خاصة والحرية المسؤولة التي يتحلون بها وثقة القيادة السياسية بدورهم المنشود. وذلك منذ أن أنشأ شباب من أهل الكويت، وعلى رأسهم الشيخ عبد الله الجابر رحمه الله، النادي الأدبي عام 1924. ثم قيام الأستاذ عبد العزيز الرشيد بإنشاء «مجلة الكويت» عام 1928، وتاليا قيام شباب الكويت في مصر عام 1946. ومنهم الأستاذ عبد العزيز حسين بإنشاء «مجلة البعثة» لتكون صوتا أدبيا للطلبة الكويتيين المبتعثين إلى مصر الغالية. وبعد ذلك الكثير من المشاريع التي تبناها المثقف الكويتي، ولاقت ترحيبا ودعما وتشجيعا من القيادة السياسية. وإذا ما انتقلنا إلى الوقت الراهن، فإن جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية التي يقدمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والتي تمت مضاعفة قيمتها المادية اعترافا واعتزازا بالدور الكبير للمبدعين من أبناء الكويت. وجوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، والجوائز الكويتية الأدبية والفكرية والفنية الكثيرة، التي تحتفي كل عام بكوكبة من أبناء الكويت المبدعين، خير دليل على اهتمام الدولة بهم. وكذلك إنشاء وزارة دولة لشؤون الشباب، يدلل بشكل جلي على الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية وعلى رأسها أمير البلاد لدور الشباب المبدع والمثقف، أضف إلى ذلك إقامة العشرات من المهرجانات والورش والمؤتمرات الثقافية والفنية والتي يديرها في جلها المبدع الكويتي إنما يقدم دلائل ساطعة على اهتمام الدولة بالمبدع والمثقف الكويتي. إننا في دولة الكويت نرى إلى أن أي مبدع أو مثقف إنما هو رأسمال كبير، ويجب الاهتمام به ورعايته، وأنه صوت فخر للكويت على الساحة الثقافية العربية والعالمية.

التعليقات