عين ع الإعلام
قراءة في الصحافة العالمية.. «تونس» عروس الربيع العربي تقاوم وحدها
اهتمت صحف اليوم بالانتخابات التونسية ورأت غالبية الصحف أن تونس أعطت عبر الاستحقاق الانتخابي درسا في الديمقراطية لباقي الدول العربية. كما اهتمت صحف اليوم بحالة الانقسام التي تشهدها دول الشرق الأوسط وتساءلت الصحف كذلك عن مستقبل أفغانستان بعد قرار قوات التحالف الانسحاب منه.
صحف اليوم تثني وتنوه بالتجربة التونسية بعد الانتخابات التشريعية التي نظمت يوم أمس. في العربي الجديد يتوقف وائل قنديل عند ما يعتبره الاستثناء التونسي، ويرى أن الثورة التونسية تدشن واقعا عربيا جديدا فيما يبقى محيطها معتما بالانقلابات والثورات المضادة. يصف الكاتب تونس بعروس الربيع العربي. العروس التي بقيت تقاوم وحدها بعد الانكفاءات التي شهدتها الثورات العربية الأخرى، ويعتقد أن الثورة التونسية قادرة على إعادة الأمل لنا جميعا مرة أخرى.
صحيفة رأي اليوم تكتب أن تونس قد أثبتت للجميع بهذه الانتخابات أن عملية التغيير يمكن أن تحدث وبالحد الأدنى من الخسائر البشرية والمادية، وأن الاسلام يمكن ان يتعايش مع الحداثة وصناديق الاقتراع، والتقدم الاقتصادي واحترام الحريات وحقوق الانسان. يعود الفضل في نجاح الثورة التونسية كما تكتب الصحيفة، يعود إلى حكمة النخب السياسية التونسية وتمسكها بالتعايش ورفض كل سياسات الإقصاء التي مارستها دول عربية عديدة مثل ليبيا والعراق. لكن تنظيم هذه الانتخابات لا يعني في نطر الصحيفة دائما أن تونس باتت محصنة وأن أمراض الفوضى والحروب لن تصل إليها لأن تونس تعيش في منطقة مضطربة. وتعتبر رأي اليوم الصدامات التي حصلت يوم الجمعة بين قوات الأمن وإرهابيين جرس إنذار وتنبيه من استمرار وجود هذا الخطر.
وفي الواشنطن بوست يتوقف دجكسون ديل عند تجربة حزب النهضة الإسلامي في تونس. هذا الحزب يرى الكاتب استوعب الدرس المصري بعد صعود الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر. ويورد الكاتب تصريحات للطفي زيتون وهو أحد مستشاري زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، الذي قال إننا قررنا في هذه الفترة من المسار الديمقراطي أن نوحد البلاد وأن نمنع الاستقطاب السياسي. استراتيجية حزب النهضة كما يعتقد الكاتب في السعي إلى عدم الانفراد بالحكم وتشكيل حكومة ائتلاف وطني هي النموذج الذي تحتاجه كل البلدان العربية لكن تونس هي الوحيدة التي استطاعت تحقيقه بتبنيها للديمقراطية.
هذه الآراء التي سبق ذكرها، يلخصها رسم العربي الجديد والذي نقرأ فيه كيف شكلت التجربة التونسية استثناءا في الربيع العربي. الغصن التونسي هو الوحيد في شجرة الربيع العربي الذي به بعض الوريقات الخضراء بفضل صناديق الاقتراع.
نذهب إلى لبنان الذي شهدت فيه مدينة طرابلس اشتباكات بين الجيش ومسلحين متشددين. طرابلس رهينة المواجهة المفتوحة ولبنان في عين العاصفة تكتب سابين عويس في النهار اللبنانية. هذه الأحداث تكتب عويس أعادت من جديد إلى الواجهة المخاوف من استمرار مخطط الاستهداف الذي تخضع له المدينة ومنطقة الشمال عموما.
والأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله تعنون غلافها إسقاط إمارة الشمالهذه الإمارة هي إمارة داعش وجبهة النصرة نقرأ في الأخبار. تكتب الصحيفة أن الجيش يعي خطورة ما يدور في لبنان الشمالي ويدرك أن عدم حسم المعركة سيسقط لبنان برمته في الفخ الداعشي. و تشبه الأخبار الأجواء التي شهدتها مدينة طرابلس بأجواء ثمانينيات القرن الماضي في إشارة إلى الحرب الأهلية اللبنانية. فمنذ ذلك الوقت لم تشهد المدينة معارك وقصفاً وسقوط ضحايا ووقوع أضرار كبيرة، كما حصل خلال نهاية الأسبوع المنصرم .
نبقى في الشرق الأوسط والأوضاع في سوريا والعراق، حيث يتناول غسان شربل في افتتاحيته في الحياة حالة التفكك التي يشهدها العراق مستندا إلى تصريحات سابقة لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني كان قد قال فيها إن كل الكيانات في الشرق الأوسط التي اختلقت بعد الحرب العالمية الاولى يمكن ان تتفكك وتعود الى أحوالها الطبيعية. التفكك يتعمق في سوريا وعودتها الى ما كانت عليه قبل اندلاع الاحداث أمر مستبعد وشديد الصعوبة… يرى شربل أن هذه التنبؤات صارت حقيقة وأن خرائط سايكس بيكو شاخت وتمزقت وأن عصر الدولة المركزية القوية قد انقضى ليترك المجال لدويلات مبنية على أسس طائفية ومذهبية في كل من العراق واليمن وسوريا وليبيا.
ومن صعوبة تحديد الدولة إلى صعوبة تحديد العدو في مصر. حيث يعود مأمون فندي في صحيفة الشرق الأوسط على حادث مقتل عشرات الجنود المصريين في هجوم إرهابي في سيناء يوم الجمعة الماضي. يرى الكاتب أن الصعوبة التي تواجهها مصر في حربها على الإرهاب تكمن في كونها غير قادرة على تحديد العدو وطبيعته وطريقة مواجهته. ويخلص الكاتب إلى أن عدو مصر في سيناء هو مافيا التهريب التي تتسلل من قطاع غزة عبر معبر رفح. لكن المصريين يقول الكاتب موجودون في ورطة ثقافية و غير قادرين على الاعتراف بعدو مصر الحقيقي ويستبدلونه بعدو مقبول شعبيا هو إسرائيل.
إلى موضوع آخر هو خبر استعداد الجنود البريطانيين ووحدات مشاة البحرية الأمريكية للانسحاب من أفغانستان. يتساءل أندرو هاموند بهذه المناسبة في الأندبندنت هل ستستطيع الحكومة الأفغانية جلب الأمن والاستقرار للبلاد بعد انسحاب القوات البريطانية والأمريكية ولا سيما أن مغادرة هذه القوات تأتي في وقت جد حساس بالنسبة لأفغانستان على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية. يراهن الكاتب في مقاله على نجاح الاتفاق المبرم بين الرئيس أشرف غني و رئيس وزرائه عبد الله عبد الله و مدى قدرة الرجلين على المصالحة مع حركة طالبان. هذه المصالحة إن حصلت ستعزز في نظر الكاتب سلطة وشرعية الحكومة الائتلافية وستحافظ على المكاسب الهشة التي تحققت في أفغانستان منذ العام ألفين وواحد .. وإذا فشلت حكومة الائتلاف فهذا قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات على أسس جغرافية وعرقية في أفغانستان.
صحيفة الشرق الأوسط ترى أن انسحاب قوات التحالف سيترك المجال لحركة طالبان للعودة إلى هجماتها .. وطالبان كانت تنتظر الانسحاب وترى فيه خبرا سارا كما يبين الرسم.