عين ع الإعلام
نيويورك تايمز تكشف فضيحة الأهرام
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير نشرته أمس، سقطة مهنية وقعت فيها صحيفة “الأهرام”، بعد نشرها ترجمة مغلوطة لمقال كتبه مدير مكتب الصحيفة العالمية بالقاهرة، حاولت تلميع السيسي من خلاله، وهاجمت الصحيفة الأمريكية الإعلام المصري، قائلة: “ليس هناك أسوأ من صحافة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على الأقل إذا ترجمت من قبل وسائل الإعلام المصرية”.
وأكدت أن صحيفة “الأهرام” حرفت مقالا بها للصحفي ديفيد كيركباتريك بهدف “تلميع” الرئيس عبد الفتاح السيسي رغم أن المقال الأصلي يتحدث عن رد الفعل الصامت بعد خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وتابعت أنه “في اليوم التالي لنشر المقال، قامت الأهرام بنشر ترجمة خاطئة لأجزاء من المقال في إطار جهود واضحة لتلميع صورة السيسي في مصر”.
وقارنت الصحيفة بين الترجمة والمقال الأصلي، بعدما وضعت مقتطفات لهما، وعقد مقارنة بينهما.
وفيما يلي نص المقال الرئيسي في صحيفة “نيويورك تايمز”:
مع عودة الرئيس عبد الفتاح السيسي من زيارته الأولى للأمم المتحدة، تشيد وسائل الإعلام المصرية بأدائه هناك واصفةً إياه بلحظة التحول، ليس فقط بالنسبة للرئيس المصري، بل وحتى بالنسبة للجمعية العامة.
ويقول معلقون مصريون إن السيسي لم يعد ملوثاً على أنه الجنرال السابق الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر، فقد اعترف بالسيسي أخيراً من قبل المجتمع الدولي كرجل دولة محترم ورائد في المنطقة. وقد غير السيسي حتى “الطريقة التي يلقي بها الرؤساء خطبهم في الأمم المتحدة”، وفقاً لما أعلنه المذيع التلفزيوني، عمرو أديب، والذي أظهر مقطع فيديو للسيسي وهو ينهي خطابه في أواخر الشهر الماضي هاتفاً بشعار حملته الانتخابية، وهو “تحيا مصر”.
هذا التصرف هو “شيء من العبقرية”، كما أعلن أديب، مشيراً إلى أن التجمع كرس الزواج، حيث “كان عبد الفتاح السيسي هو العريس في الأمم المتحدة، وكانت مصر هي العروس”.
ورغم ذلك، وأكثر من إظهاره لحدوث تغيير في موقف الخارج بالنسبة له، ما أظهره هذا الحدث هو قوة عبادة الشخصية التي يبنيها حلفاء السيسي حوله في الداخل بينما يقوم هو بتعزيز سلطته، حيث إنه شخصية مفخمة ومحمية أكثر بكثير حتى من حسني مبارك، وهو سلفه الذي خدم في نفس المنصب لفترة طويلة. وما لم يستطع المشاهدون في مصر رؤيته هو أنه، وخلال انعقاد الجمعية العامة، كان جميع الحاضرين تقريباً من الدبلوماسيين ينظرون بصمت ودهشة، بينما قام الوفد المرافق الصغير للسيسي بالتصفيق رداً على خطابه.
ولكن تصفيق وسائل الإعلام المصرية استمر وبالإجماع، في تهويل لاحتكار السلطة في ظل السيسي، وهو الاحتكار الذي يقول العديد من المحللين إنه لم يحدث في هذا البلد منذ حكم محمد علي باشا، مؤسس الدولة المصرية الحديثة في أوائل القرن التاسع عشر.
أما مقال “الأهرام” المترجم فنصه ما يلي:
مع عودة الرئيس السيسي من زيارته الأولى للأمم المتحدة، يشيد الإعلام المصري بأدائه، ويصفه بلحظة تحول بالنسبة للرئيس والجمعية العامة.
وقال معلقون مصريون إن “السيسي لم يعد موصوما بأنه جنرال سابق عزل أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا، حيث اعترف به المجتمع الدولي أخيرا كرجل دولة محترم وقائد إقليمي”.
وقال مذيع التوك شو المصري عمرو أديب إن “السيسي غير حتى أسلوب خطابات الرؤساء في الأمم المتحدة”، مظهرا مقطع فيديو للسيسي في نهاية كلمته وهو يردد شعار حملته القومية “تحيا مصر”، وهي العبارة التي قال مشاهدون مصريون إنها أُتبعت بتصفيق حاد من قادة العالم الحاضرين.
ووصف أديب أداء السيسي بأنه “شيء من العبقرية”، ملمحا إلى أن الجمعية العامة كما لو كانت تنظم حفل عرس، عريسه السيسي،وعروسته مصر.
وبغض النظر عن أي تغيير في وضع السيسي بالخارج، فإن ما أظهره الحدث هو قوة “العبادة الشخصية” التي يبنيها حلفاء السيسي حوله بالداخل، بينما يعزز سلطته .. شخصية تحظى بتمجيد وحماية أكثر كثيرا حتى مما كان يحظى به مبارك..سلفه الذي استمر طويلا في الحكم.
لكن ما لم يستطع هؤلاء المشاهدون رؤيته هو أنه خلال الجمعية العامة، التزم كل الدبلوماسيون الحاضرون تقريبا الصمت، ولم يصفق أحد على عبارة “تحيا مصر” إلا حاشية السيسي الصغيرة، بعكس الإعلام المصري الذي وصف التصفيق بـ” المستمر والجماعي”.