منوعات

08:53 مساءً EET

تعرف على حقيقة معركة المنصورة الجوية فى حرب اكتوبر 73″

حين نتحدث عن حرب أكتوبر 1973 ، لابد من ذكر بعد المعارك الشرسة التى حدثت أثناء الحرب ، من اهم هذه المعارك هي “معركة المنصورة الجوية” والتى حدثت يوم 14 أكتوبر عام 1973 ، والتى اختارتها القوات الجوية المصرية عيداً قومياً لها ، وفى هذا التقرير نعرض حقيقة هذه المعركة :


هي أطول معركة جوية في تاريخ الحروب الحديثة .. إشتركت فيها 180 مقاتلة منقسمة إلى 120 مقاتلة إسرئيلية مابين “إف 4 فانتوم” و “سكاي هوك” و 60 مقاتلة مصرية من طراز “ميج 21 إم إف” و إستمرت المعركة لمدة 54 دقيقة .

 اللواء الجوي المصري 104 ،، هذا اللواء مكون من 3 أسراب “Mig 21MF” تمركز سربان منها في قاعدة” شاوة” الجوية بالمنصورة لأعمال الإعتراض , و الدفاع الجوي و السرب الثالث في قاعدة طنطا الجوية لحماية كلا القاعدتين .

 حاولت إسرائيل بشدة أن تقوم بضرب “قاعدة المنصورة” يوم 7 و 9 و 12 أكتوبر لكن فشلت في ذلك بسبب بطاريات الدفاع الجوي المتمثلة في صواريخ سام 2 و عناصر الضبع الأسود أو صواريخ سام 7 المحمولة على الكتف .

ويجب علينا أن نذكر دور لواء صواريخ الدفاع الجوي سام-2 و سام-7 في قطاع المنصورة الذي تحمل عبء الدفاع عن قاعدة “شاوة” الجوية بالمنصورة ضد الهجمات الإسرائيلية المتكررة على القاعدة منذ يوم 7 و حتى 13 أكتوبر .

 ففي الفترة 7 – 9 أكتوبر 1973 تمكن لواء الصواريخ من إسقاط 18 مقاتلة إسرائيلية و إصابة 4 مقاتلات أخرى و أسر 5 طيارين للعدو الإسرائيلى .

 و في الفترة 10 أكتوبر إلى 13 أكتوبر 1973 تمكن لواء الصواريخ من إسقاط 4 مقاتلات إسرائيلية و أسر 6 طيارين .

كانت أيضاً مقاتلات الأسراب المذكورة تقدم الحماية الجوية للقاذفات من الأنواع “Su-7” و “Su-20” و القاذفة الإستراتيجية “Tu-16” التي كانت جميعها تدعم القوات الأرضية المصرية بعمليات القصف ضد القوات البرية الإسرائيلية .

 فى يوم 14 أكتوبر 1973 قررت إسرائيل أن تقوم بهجوم جوي شديد الضخامة و الكثافة للتخلص التام من قوة اللواء الجوي المصرى 104 الذي كان يمثل تهديداً شديداً و مباشراً على قواتها الجوية .

 كانت مصر على علم و دراية بأن إسرائيل عاجلاً أم أجلاً ستقوم بهجوم رابع أضخم حجماً على قاعدة المنصورة الجوية و لذلك كان عدد من الطيارين المقاتلين يقبعون داخل مقاتلاتهم على ممرات الإقلاع في حالة إستعداد تام للإقلاع الفوري في حالة وجود الخطر ، و حتى الساعة الثالثة عصراً من يوم الرابع عشر من أكتوبر لم يكن هناك أية إشارات على الهجوم الإسرائيلي .

 في تمام الساعة 3:15 عصراً إلتقطت عناصر المراقبة الجوية المكلفة بمراقبة ساحل البحر المتوسط وجود 20 مقاتلة إف 4 فانتوم إسرائيلية تطير بإتجاه الجنوب الغربي من البحر عبر بورسعيد فقامت بإبلاغ قيادة القوات الجوية بالوضع و على الفور قام قائد القوات الجوية أنذاك الفريق طيار / محمد حسني مبارك بإصدار أوامره لقائد القاعدة الجوية أنذاك اللواء طيار / أحمد عبد الرحمن نصر قائد القوات الجوية في الفترة 1990 – 1996 بإطلاق 16 مقاتلة ميج 21 لعمل مظلة حماية جوية فوق قاعدة المنصورة دون الإتجاه ناحية المقاتلات الإسرائيلية أو الإشتباك معها !! و كان هذا القرار مفاجئاً للطيارين الذين كانوا على أحر من الجمر للإشتباك مع الطيران الاسرائيلي المعادى و السبب أن الفريق طيار محمد حسنى مبارك كان على دراية شديدة بالتكتيكات الجوية الإسرائيلية التي تعتمد على عمل مصيدة تستدرج فيها الطائرات بعيداً عن القاعدة الجوية حيث تقوم باقي الأسراب بمهاجمة القاعدة و تدميرها دون وجود أية عمليات إعتراض جوي مصرية و لذلك ظلت مقاتلات الفانتوم الإسرائيلية تطير في دوائر لفترة إلى أن تأكدت أن المقاتلات المصرية التي تطير بدورها في دوائر فوق قاعدة المنصورة أدركت الخدعة و لن تتدخل أو تشتبك معها فإنسحبت إلى ناحية البحر المتوسط .

 و في تمام الساعة 3:30 عصراً قامت وحدات المراقبة الجوية بإبلاغ قيادة القوات الجوية بوجود 60 مقاتلة إسرائيلية قادمة من البحر المتوسط من ثلاثة إتجاهات مختلفة هي بورسعيد و دمياط و بلطيم ، و هنا أصدر قائد القوات الجوية المصرية أوامره للطيارين فوق قاعدة المنصورة بالإتجاه ناحية الأسراب الإسرائيلية و الإشتباك معها و كان الغرض هو تشتيت القوة الإسرائيلية و بعثرة مقاتلاتها لتكون عرضة لمزيد من الهجمات المصرية اللاحقة .

 بعد أن إتجهت المقاتلات المصرية الـ 16 للإشتباك ، أقلعت 16 مقاتلة أخرى من قاعدة المنصورة و 8 مقاتلات من قاعدة طنطا لإسناد و معاونة زملائهم في الجو .

في تمام الساعة 3:38 عصراً أبلغت عناصر الدفاع الجوي عن موجة إسرائيلية أخرى مكونة من 16 مقاتلة قادمة من نفس الإتجاه من البحر على إرتفاع شديد الإنخفاض ، فقامت أخر 8 مقاتلات بقاعدة المنصورة بالإقلاع للإشتباك و لحقت بها 8 مقاتلات من قاعدة أبو حماد “اللواء الجوي 203” للمعاونة و الإسناد و بدأت أشرس معركة جوية على الإطلاق .

بينما كانت تقلع أخر 8 مقاتلات ميج 21 من قاعدة المنصورة الجوية كان عدد قليل من المقاتلات الإسرائيلية قد نجح في التسلل و الوصول إلى القاعدة الجوية لقصفها و قد نجحت بالفعل في قصف الممر و على الفور قام النقيب طيار أنذاك نصر موسى أحد طياري الـ 8 مقاتلات التي أقلعت بإلقاء خزانات الوقود الإضافية لتخفيف الوزن و عمل مناورة قتال لركوب ذيل الفانتوم التي قصفت الممر و أخذت طريق العودة و كاد أن يسقطها لولا إنتباهه لوجود مقاتلة فانتوم أخرى قامت بركوب ذيله فقام بعمل أصعب المناورات على الإطلاق حيث إنحرف بشدة إلى اليمين بقوة تعدت 10G “يعني 10 مرات تحمل ضد قوة الجاذبية ” دون أن يفقد الوعي ثم عاد لركوب ذيل الطيار الإسرائيلي و يقوم بإسقاط الفانتوم .

كانت السماء تحتشد بالمقاتلات المصرية و الإسرائيلية و الصواريخ المنطلقة و الطلقات المنهمرة في مشهد مخيف فكان القتال المتلاحم Dogfight لا ينتهي أبداً حيث كانت المقاتلة تركب ذيل المقاتلة التي أمامها لتأتي مقاتلة ثالثة من الخلف تركب ذيلها و رابعة و هكذا , و تميزت الميج 21 بشدة في هذا النوع من القتال الجوي بفضل صغر حجمها و خفة وزنها و تصميمها الفريد مقارنة بالفانتوم الضخمة لدرجة أن الطيارين الإسرائيليين كانوا يتخلصون من حمولتهم من القنابل بإلقائها على الأرض لتخفيف الوزن و تحسين قدرة المناورة أمام المقاتلات المصرية و إمتلأت السماء بالمظلات البرتقالية المميزة للقوات الجوية الإسرائيلية , حيث كان الطيارون الاسرائيليون يقفزون من المقاتلات بعد إصابتها .

كان الطيارون المصريون يهبطون بمقاتلاتهم و يتزودون بالوقود و الذخيرة ثم يعودون للإقلاع في فترة لا تتجاوز 6 دقائق فقط ” رقم قياسي و معجز” حيث أن الوقت الطبيعي للهبوط و إعادة التزود بالوقود و الذخيرة ثم الإقلاع مرة أخرى يستغرق 10 دقائق و الإسرائيليين إستعانوا بأفضل الخبراء العالميين ليصلوا إلى 8 دقائق حيث يعتمد الأمر على سرعة الفنيين الأرضيين في تسليح المقاتلة و تزويدها بالوقود حيث كان الإقلاع وحده يتطلب 3 دقائق و لكن نجح الطيارون المصريون في إنجاز عملية الإقلاع فيما لا يزيد عن دقيقة و نصف أثناء المعركة الجوية , لدرجة أن الإسرائيليين إعتقدوا بوجود أعداد هائلة من المقاتلات المصرية تصل إلى 150 مقاتلة بعكس ما أبلغتهم به قياداتهم من وجود 40 مقاتلة فقط بالمطار و ليدل ذلك على براعة الطيران المصري .

في تمام الساعة 3:52 إلتقطت الرادارات المصرية موجة إسرائيلية ثالثة مكونة من 60 مقاتلة اف 4 فانتوم و سكاي هوك قادمة من ناحية البحر و على الفور أقلعت 8 مقاتلات ميج 21 من قاعدة أنشاص الجوية “اللواء الجوي 102” للإشتباك بخلاف أنه كان هناك 20 مقاتلة كانت قد هبطت لإعادة التزود بالوقود و الذخيرة ثم لحقت بها فظن قائد الموجة الإسرائيلية الثالثة أن عدد المقاتلات المصرية قد زاد عما هو متوقع حيث طاردت المقاتلات المصرية المقاتلات الاسرائيلية المنسحبة غرباً و دخلت معها في قتال متلاحم Dogfight فوق قرية دخميس التابعة لمركز المحلة الكبرى حتى إنسحبت أخر مقاتلة إسرائيلية من المجال الجوي المصري بشكل نهائي في تمام 4:08 عصراً لتنتهي أطول معركة جوية في التاريخ .

بلغت الخسائر الإسرائيلية 18 مقاتلة تم إسقاطها و إجبار مقاتلة فانتوم على الهبوط و تم أسر قائدها بواسطة أهالي المنصورة و تسليمه للشرطة العسكرية مقابل 3 مقاتلات مصرية سقطت بواسطة الإسرائيليين إضافة إلى 2 قد نفذ الوقود قبل العودة للقاعدة و مقاتلة كانت تطير بالقرب من مقاتلة إسرائيلية إنفجرت فتسبب الإنفجار في تدميرها هي الأخرى و إستشهد طياران مصريان في حين نجى الباقين عن طريق القفز بالمظلة .

نقلا عن صفحة “Egt Army” على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”

التعليقات