مصر الكبرى
عمرو الباز يكتب … الشعب يريد تطبيق شرع الله
هذه الجملة أصبحنا نسمعها كثيراً منذ قيام ثورة 25 يناير (ثورة الشباب) فهبط عليها البعض بالمظلات وانقضوا عليها بحجة تطبيق الشريعة والحكم بالشرع.
الطبيعى أنه عندما نسمع عن تطبيق الشريعة الإسلامية أن يوافق الجميع بلا استثناء لما بها من رحمة وعدل وإحساس بالفقير وإحساس بالغير ومراعاة أصحاب الديانات الأخرى كالأخوة الأقباط وحقهم المشروع فى عباده الله كما تنص عليه شريعتهم والاحتكام فى الأمور المتعلقة بالديانة المسيحية أن يحكموا إلى شريعتهم كالطلاق والزواج مثلا .العجيب أننى كلما أسأل كل من ينادى بتطبيق شرع الله ما هو شرع الله الذى تريد أن تطبقه أجد الصمت الرهيب هو الإجابة وأجد كل من أسأله يتحول إلى موضوع آخر وطريق آخر غير الذى نتحدث فيهشرع الله الذى نريد تطبيقه جميعا هو العدل والمساواه والعجيب أن كل من يخرج علينا ليقول تطبيق شرع الله بالبحث عن هذه الشخصيات القيادية تجدهم يعيشون فى فيلات وفى قصور ومعهم أفخم السيارات ويتكلمون بكل جرأة عن الفقراء وعن شرع الله الذى يحقق لهم العدل.الشريعة والعدل التى تريدون أن نحتكم إليها يا سادة تتخلص فى أذهانهم فى زواج الرجل لأكثر من إمرأة، وأن تتزوج الفتاه عند البلوغ، وأن تقطع يد السارق، وأن يرجم الزانى، وأن تعود السيدات إلى منازلهم وعندما تخرج إلى الشارع تخرج بلباس لا يظهر منها أى شئ كالنظام المتبع فى السعودية ويكون نزولها للضرورة.هل لنا أن نسأل هؤلاء الجهابذة كيف تطبق شرع الله فى رجل يسرق لأنه لم يجد قوت يومه ؟ هل نجد منهم إجابة عن من يسرق لعلاج ابنته او ابنه أو زوجته أو أحد والديه ؟هل المبالغ الرهيبة التى تصرف على أتوبيسات الحشد لميدان التحرير لا تكفى لعلاج بعض من الفقراء الذين لا يجدون أمولاً للعلاج ؟هل لم يسأل أحد منهم نفسه ماذا قدم للقرى الفقيرة التى تعيش تحت خط الفقر ولا تجد الحد الأدنى من الحياة الآدمية ؟ هل رأوا الفقراء الذين يبحثون فى القمامة عن لقمة عيش يأكلونها ؟هل ذهبوا إلى المقابر ليروا بأنفسهم من يعيشون مع الأموات ويزاحمونهم فى دار الخلود ؟هل سألوا أنفسهم لماذا تأخر سن زواج الشباب والفتيات ؟ الأمر الذى يجعل من العلاقات الغير شرعية تزداد بشكل ملحوظ ؟الشعار الذى يطلق فقط الشعب يريد تطبيق شرع الله ونريد الإحتكام لشريعة الله وشريعة الله لا يعلمون عنها شيئاً بل هو شعار فقط لمداعبة مشاعر البسطاء لنيل كراسى أو مناصب سياسيةأفيقوا يرحمكم الله وارجعوا إلى صوابكم، إن الله الذين تتكلمون باسمه لغرض ما فى نفس يعقوب هو نفسه من يرفض ظلمكم لغالبية الشعب الذى لا يجد قوته وأنتم تتنعمون فى الملايين العديدة فلو كنتم صادقين بالفعل انزلوا إلى هذه القرى الفقيرة وإلى الفقراء وأنفقوا كل ما تملكون لرفع المعاناه عن هؤلاء، كما فعل سيدنا أبو بكر الصديق الذى دفع كل ما كان يملكه لتحرير كل من أسلم من العبيد ليرحمهم من عذاب كفار قريش .ولكن هيهات من أنتم وأين أنتم من الصديق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق فهذا الرجل صدق الرسول الكريم وسار معه فى نشر الإسلام ولم يكن يطمع فى كراسى برلمانية ولا حقائب وزارية ولا أن يضع دستور .الشعب يريد ……….. هذه النقاط لكل من يريد تحقيق أغراض على حساب هؤلاء الضعفاء ليضع كل من يريد ما يحلو له وفى النهاية لكى الله يا مصر من كل هؤلاء