الحراك السياسي

10:02 صباحًا EET

“بان كى مون” يعلن من “القاهرة” دعم جهود إعمار غزة بــ2,1 مليار دولار

أكد سكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون – فى كلمته أمام مؤتمر إعادة إعمار غزة المنعقد بالقاهرة اليوم الأحد – على أن نجاح إعادة إعمار غزة يتطلب توافر أسس سياسية قوية، معربا عن شعوره بالتفاؤل إزاء اتفاق المصالحة الفلسطينية، الذى تم التوصل إليه بالقاهرة فى 25 سبتمبر الماضي، مناشدا جميع الأطراف بـ”اتباع الأقوال بالأفعال هذه المرة” فى إشارة إلى حركتى فتح وحماس.

وأعلن سكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون عن خطة الأمم المتحدة بشأن دعم إعادة الإعمار فى قطاع غزة تصل قيمتها إلى 2,1 مليار دولار، من إجمالى جهود الإعمار، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تستحق قدرا كبيرا من الدعم الكريم.

وشدد على مواصلة الأمم المتحدة لدعمها لحكومة الوفاق الوطنى وهى تقوم بمباشرة عملها أيضا فى قطاع غزة، ونوه على ضرورة أن يشمل الدعم الدولى كل السكان سواء كانوا من اللاجئين أو من غيرهم.

 ورحب بان كى مون بالاتفاق الثلاثى المؤقت الذى رعته الأمم المتحدة لضمان دخول مواد البناء إلى قطاع غزة، معبرا عن تفاؤله إزاء اجتماع حكومة الوفاق الوطنى الفلسطينية برئاسة الحمد الله فى قطاع غزة.

وقال “إن رسالتى لكل الأطراف واضحة وهى تعزيز بيئة تؤدى إلى السلام والتفاهم المشترك واحترام حقوق الإنسان، ما يتطلب إجراء تحقيق فيما يتعلق بالانتهاكات للقانون الدولى الإنسانى على يد جميع أطراف النزاع”، ودعا أيضا الأطراف إلى تحويل محادثات القاهرة المقبلة إلى فرصة حقيقية وتثبيت وقف إطلاق النار والامتناع عن أية أعمال أحادية الجانب.

وأشار إلى أن شعب غزة يحتاج لأن يرى نتائج تنعكس على حياته اليومية اليوم والآن، وطالب قادة الجانبين تجاوز الخلافات وإثبات شجاعة ورؤية لإنهاء النزاع وللأبد. كما دعا إلى النظر فى جذور النزاع وعلى رأسها الاحتلال الذى دام أكثر من نصف قرن من الزمان والإنكار الدائم لحقوق الفلسطينيين والنقص الملموس فى التقدم فى مباحثات السلام، داعيا كل الأطراف إلى المضى قدما للتوصل إلى سلام عادل ونهائى، يتضمن تحقيق الأمن المشروع للطرفين وإقامة دولتين يعيشان معا جنبا إلى جنب فى سلام وآمان.

وعبر السكرتير العام للأمم المتحدة عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى لمبادرته فى استضافة مصر لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة وإسهامها بأن يصبح وقفا داما لإطلاق النار.

 وقال إننا “نجتمع هنا اليوم للإعراب عن تضامننا ومساندتنا لشعب غزة الذى عانى كثيرا هذا الصيف”، معربا عن تعازيه لأسر الضحايا الذين لقوا مصرعهم على مدى 51 يوما وتضامنه مع الجرحى وأولئك الذين فقدوا منازلهم. ولفتت إلى أن المجتمع الدولى سبق وأن اجتمع فى شرم الشيخ عام 2009 فى أعقاب حرب مدمرة أخرى فى غزة، مطالبا المشاركين فى المؤتمر بتقديم الدعم والالتزام بإعادة البناء فى غزة.

وحذر بان كى مون من ما أسماه بـ “تواصل دائرة البناء والتدمير”، لافتا إلى أن أكثر من 2100 فلسطينى قتلوا فى أسوأ حرب فى العصر الحديث قتل فيها أيضا 70 إسرائيليا.

وأضاف أن “ثلث سكان غزة تم تهجيرهم من منازلهم، والكثير منهم لم يعد لديه مأوى يعودون إليها، كما تم تدمير البنية الأساسية بالكامل، ويتواصل الحصار 18 ساعة يوميا، وأكثر من 450 ألف شخص لا يمكنهم الحصول على المياه، بالإضافة إلى تدمير العشرات من المستشفيات والمدارس”.

 ولفت إلى أنه تم أيضا تدمير العديد من المبانى التابعة للأمم المتحدة وقتل 11 من موظفيها أثناء النزاع، كما أن أطفال غزة ممن لم يصلوا إلى منتصف مرحلة التعليم الابتدائى عاصروا حتى الآن ثلاثة حروب.

 وقال بان كى مون إنه “على الأمم المتحدة وشركائها الدوليين العمل يدا بيد مع السلطة الفلسطينية لمواجهة الاحتياجات العاجلة لغزة، لكن هذه الاحتياجات الكبيرة والوقت أمامنا قصير”.

وأضاف أن المجتمع الإنسانى فى فلسطين يعمل مع الحكومة الفلسطينية من أجل الاستجابة لنداء “الأزمة فى غزة” الذى يتطلب توفير 551 مليون دولار فى الوقت تم توفير أقل من نصفه وهو 233 مليون دولار، كما أعدت السلطة الفلسطينية خطة للتعافى وإعادة البناء بقيمة 4 مليارات دولار.

واختتم بان كون مون كلمته بالإعراب عن أمله فى ألا يقتضى الأمر ممن يأتون من بعده فى عقد مؤتمرات سماها بـ”المراسمية” وألا يتواصل “البناء والهدم” ويدفع المجتمع الدولى الفاتورة.. داعيا كل طرف بتحمل مسئوليته.

التعليقات